responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 425

و قال هرقل: السماء كرة متحركة من ذاتها. و الأرض مستديرة ساكنة جامدة بذاتها. و الشمس حللت كل ما فيها من الرطوبة فاجتمعت فيها، فصار البحر، و الذي حجرت الشمس و نفذت فيه حتى لم تذر فيه شيئا من الرطوبة صار منه:

الحصى، و الحجارة، و الجبل، و ما لم تنفذ فيه الشمس أكثر، و لم تنزع عنه الرطوبة كلها، فهو التراب.

و كان يقول: إن السماء في النشأة الأخرى تصير بلا كواكب، لأن الكواكب تهبط سفلا حتى تحيط بالأرض و تلتهب، فيصير متصلا بعضها ببعض، حتى تكون كالدائرة حول الأرض، و إنما يهبط منها ما كان من أجزائها نارا محضة، و يصعد منها ما كان نورا محضا، فتبقى النفوس الشريرة الدنسة الخبيثة في هذا العالم الذي أحاط به النار إلى الأبد في عقاب السرمد. و تصعد النفوس الشريفة الخالصة الطيبة إلى العالم الذي تمحض نورا و بهاء و حسنا في ثواب السرمد، و هناك: الصور الحسان لذات للبصر، و الألحان الشجية لذات للسمع، و لأنها أبدعت بلا توسط مادة و تركب أسطقسات فهي جواهر شريفة روحانية نورانية، و قال: إن الباري تعالى يمسح تلك الأنفس في كل دهر مسحة فيتجلى لها حتى تنظر إلى نوره المحض الخارج من جوهره الحق، فحينئذ يشتد عشقها و شوقها و نورها و مجدها، فلا تزال كذلك دائما أبد الأبد.

7- رأي أبيقورس‌ [1]

خالف الأوائل في الأوائل. قال: المبادي اثنان‌ [2]: الخلاء، و الصورة. أما


[1] ولد أبيقور في شامس سنة 341- 342 ق. م. و تربى تربية ذاتية- و هو يفخر بهذا كثيرا، و لو اننا لا نستطيع أن نصدق هذا القول على علاته، و لكنه استطاع أن يتثقف بنفسه، و يعرف كثيرا من المذاهب السابقة بالقدر الذي يقضي به منطق فلسفته، و الغاية من الفلسفة عنده. ثم انتقل إلى أثينا، و هناك أقام مدرسة في حديقته المشهورة باسم «حديقة أبيقور» و ظل يدرس فيها حوالي ست و ثلاثين سنة و توفي سنة 270 ق. م. أما أتباعه فليسوا مشهورين لأنهم جميعا لم يفعلوا شيئا يعتد به في إقامة الفلسفة الأبيقورية. و الشخصية التي تستحق الذكر من بين هؤلاء الأبيقوريين هو الشاعر اللاتيني المشهور لوكريتوس. (موسوعة الفلسفة 1: 81- 82).

[2] رأى أبيقور أن المبادي أو المادة الأولية هي الذرات التي تتركب منها سائر الأجسام، و أصل ثان-

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست