responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 349

الاختلاف بين النفس الملكية و الشيطانية بالنوع، كما أن الاختلاف بين النفس الإنسانية و الملكية بالنوع، و كيف لا يكون كذلك؟ و الاختلاف هاهنا بالقوة و الفعل و الاختلاف، ثم بالخير و الشر و هذا لسر، و هو أن الخير غريزة هي هيئة متمكنة في النفس بأصل الفطرة. و كذلك الشر طبيعة غريزية. لست أقول فعل الخير، و فعل الشر، فإن الغريزة غير الفعل المترتب عليها. فتحقق أن هاهنا نفسا محركة للبدن اختيارا نحو الخير عن مبدإ عقلي؛ إما بالقوة أو بالفعل، و هو كمال للجسم و ليس بجسم. و هاهنا نفس محركة للبدن اختيارا نحو الشر عن مبدإ نطقي، إما بالقوة، أو بالفعل، و هو نقص للجسم و ليس بجسم.

و لا ينبونّ طبعك عن أمثال ما يورد عليك المتكلم الحنيف، فإنما يغترفه من بحر، و ليس ينحته من صخر، فلربما لا يساعدك على أن الإنسان نوع الأنواع، و أن الاختلاف فيه يقع في العوارض و اللوازم، بل يثبت في النفوس الإنسانية اختلافا جوهريا، فيفصل بعضها على بعض بالفصول الذاتية، لا باللوازم العرضية. فكما أن الاختلاف بالقوة و الفعل في النفس الإنسانية و الملكية اختلاف جوهري أوجب اختلاف النوع و النوع، و إن شملهما اسم النفس الناطقة. و الفصل الذاتي هو القوة و الفعل؛ كذلك نقول في نفس لها قوة علم خاص، و قوة عمل خاص، و قوة خير، و قوة شر، و كمال مطلق هو أصل الخير، و نقص مطلق هو أصل الشر.

و أما ما ذكره المتكلم الصابي من حد العقل: أنه قوة أو هيئة للنفس مستعدة لقبول ماهيات الأشياء المجردة عن المواد، فغير شامل لجميع العقول عنده، و لا عند الحنيف، بل هو تعرض للعقل الهيولاني فقط. فأين العقل النظري؟ و حدّه: أنه قوة للنفس تقبل ماهيات الأمور الكلية من جهة ما هي كلية. و أين العقل العملي؟ و حدّه: أنه قوة للنفس هي مبدأ التحريك للقوة الشوقية إلى ما يختار من الجزئيات لأجل غاية مظنونة.

و أين العقل بالملكة؟ و هو استكمال القوة الهيولانية [1] حتى تصير قريبة من الفعل. و أين‌


[1] لما كانت صيرورة النفس عالمة بالأشياء بعد ما لم تكن كذلك لأجل اتصالها بالعقل الفعال، و هذا الاتصال أمر حادث. و لا بدّ له من علة، فهو هنا يكشف عن علة ذلك الاتصال. و المراد من هذا-

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست