responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 80

ذاهلة عنها فتحتاج إلى أن تنبه كما تكون ذاهلة عن الأوليات فتنبه عليها. و لا يجوز أن يتوصل إلى إدراكها بغير ذاتها لأنه يكون بينها و بين ذاتها غير، و هذا محال و النفس‌ [1] إذا لم يعرف ذاتها كيف يعرفه إياها الغير؟ فيلزم من هذا أنه لا يكون له سبيل إلى معرفتها و أما الشعور بالشعور فمن جهة العقل.

إدراك الجسم يكون من جهة الحس إما بالبصر أو باللمس فمن جوز أن تكون المعرفة بالذات من طريق الحس لزمه أن يكون لم يعرف ذاته على الإطلاق، بل عرفها حين أحس جسمه.

النفس الإنسانية إنما تعقل ذاتها لأنها مجردة، و النفوس الحيوانية غير مجردة فلا تعقل ذواتها، لأن عقلية الشي‌ء هى تجريده عن المادة، و إذا لم يكن مجردا لم يكن معقولا بل متخيلا. و هذا مما يستدل به على بقاء النفس، لأنها مجردة عن المادة و ليس قوامها بها كنفوس الحيوانات. و النفس إنما تدرك بوساطة الآلة الأشياء المحسوسة و المتخيلة. و الأشياء المجردة لا تدركها بآلة بل بذاتها لأنه لا آلة لها تعرف بها المعقولات.

و الآلة إنما جعلت لها لتدرك بها الجزئيات و المحسوسات. و أما الكليات و العقليات فإنها تدركها بذاتها. و نفسها و إن كانت جزئية فإنها عقلية. و قد قيل إن المعنى العقلى لا يكون جزئيا بل يكون كليا- و هذا يجب أن يحقق. و لو كانت لها آلة جسمانية تدرك بها المعقولات لم تكن المعقولات إلا محسوسة أو متخيّلة، و هذا محال، فيجب أن لا تدركها بآلة بل بذاتها.

ليس كل عقلى يكون معنى كليا كالعقل و النفس.

[صفات الواجب السلبية]

البارى لا يوصف بأنه جنس، و لا بأنه نوع إذ لا مجموع فى شخصه و لا متكثر الأشخاص بل يوصف بأنه شخص. و لا نعنى به أنه شخص من نوع أو شخص جسمانى كشخص الشمس مثلا. بل إنه شي‌ء متميز بذاته عن سائر الموجودات.

و كذلك كل واحد من العقول. و لذاك لا يوصف بأنه كلى، و لا بأنه جزئى، و يوصف بأنه عقلى أى مجرد لا أنه كلى.

لا كمية لفعل البارى، لأن فعله لذاته لا لداع دعاه إلى ذلك.

[اولية الواجب و آخريته‌]

هو الأول و الآخر لأنه هو الفاعل و هو الغاية، فغايته ذاته و لأن مصدر كل شي‌ء عنه و مرجعه إليه.

[ارادة الواجب‌]

الإرادة هى علمه بما عليه الوجود و كونه غير مناف لذاته.


[1] فى النسختين: و الشي‌ء.

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست