responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 79

إن وجد أثر من ذاتى فى ذاتى كنت أدرك ذاتى كما أدرك شيئا آخر بأن يوجد منه أثر فى ذاتى، و لكن ليس لوجود الأثر الذي أدركت منه ذاتى تأثير فى إدراكى لذاتى إلا بسبب وجوده لى و إذ كان وجودى لى لم يحتج فى إدراكى لذاتى إلى أن يوجد أثر آخر فىّ سوى ذاتى، أى لا أنفعل عن ذاتى و شي‌ء آخر. و هو إنى إذا أدركت ذاتى فكان إدراكى لذاتى من أثر يحصل فىّ فكيف أدرك أن ذلك الأثر هو أثر ذاتى لو لا أنى علمت قبل ذلك ذاتى فكنت أعرف من ذلك الأثر بعلامة من العلامات أنه أثر ذاتى. و إذا أحضرت أثرا من ذاتى فى ذاتى أو فى آلة لذاتى ثم أحكم بأن ذلك الأثر هو من ذاتى أحتاج أن أجمع بين ذلك الأثر و بين ذاتى فأحكم و أقول: هذا الأثر هو أثر ذاتى يكون قد سبق إدراكى لذاتى لا من ذلك الأثر. فإن قيل: فمن أثر آخر؟ كان حكمه حكم هذا الأثر فيتسلسل إلى ما لا نهاية فبالضرورة يكون إدراكى لذاتى لا لأثر بل لوجود صورة ذاتى فى الأعيان لى و لا لوجود صورة أخرى أثر لذاتى. و إذ أدركت شيئا من أثر منه بسبب أنه يوجد فيه أثر فىّ، فلو وجد هو فىّ لكان إدراكى له أتم. فإذا أدركت ذاتى من أثر يوجد لى فىّ و ليس إلا الوجود ثم وجودى فى الأعيان لا لغيرى. فإدراكى لذاتى من ذاتى يتم أتم مما لو صحّ أن أدركها من أثر. و أما إذا أدركت ذاتى و اعلم أنى أنا المدرك كان (26 ب) المدرك و المدرك شيئا واحدا. و هذه الخاصية هى للإنسان وحده من دون سائر الحيوانات، فإن تلك ليس لها شعور بذواتها.

كل صورة أدركها فإنما أدركها إذا وجد مثالها فىّ فإنه لو كان لوجوده فى ذاته فى الأعيان لكنت أدرك كل شي‌ء موجود و كنت لا أدرك المعدومات إذ فرضنا أن إدراكى له لوجوده فى ذاته. و هذان محالان لأنا ندرك المعدومات فى الأعيان. و قد لا ندرك الموجودات فى الأعيان. فإذن الشرط فى الإدراك أن يكون وجوده فى ذهنى.

إذا حصلت الذات جعل معها الشعور بها فهو مقوّم لها و تشعر بها بذاتها لا بآلة.

و شعورها بذاتها شعور على الإطلاق أى لا شرط فيها بوجه، فإنها دائمة الشعور بها لا فى وقت دون وقت.

اليقين هو أن تعلم أنك علمته، و تعلم أنك تعلم أنك علمته، إلى ما لا نهاية و الإدراك للذات هذه سبيله، فإنك تدرك ذاتك، و تعلم أنك أدركته، و تعلم أنك تعلم أنك أدركته- إلى ما لا نهاية.

شعور النفس الإنسانية بذاتها هو أوّلىّ لها، فلا يحصل لها بكسب فيكون حاصلا لها بعد ما لم يكن. و سبيله سبيل الأوائل التي تكون حاصلة لها. إلا أن النفس قد تكون‌

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست