responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 81

الفيض فعل فاعل دائم الفعل، و لا يكون فعله بسبب دعاه إلى ذلك و لا لغرض إلا نفس الفعل.

[علم الواجب‌]

علم البارى لذاته لا يعلم كما يعلم الأشياء بعلم، و العلم هو عرض يحلّ النفس، و علمه غير مستفاد من خارج بل يعلم الأشياء من ذاته.

علم البارى لذاته فهو يعلم الأشياء جزئيّها و كلّيّها على ما هو عليه من جزئيته و كليته و ثباته و تغيره و كونه و حدوثه و عدمه و أسباب عدمه، و يعرف الأبديات على ما هى عليه من أبدية و الحادثات على ما هى عليه من حدوث. و يعرفها قبل حدوثها و مع حدوثها و بعد حدوثها بعللها و أسبابها الكلية، و لا يفيده حدوثها علما لم يكن كما نحن لا نعلم الأشياء قبل حدوثها. فكلها حاضرة له فإن ذاته سببها. و هو لا يذهل عن ذاته. و يعرف الجزئيات و الشخصيات بأسبابها و عللها على الوجه الذي لا يتغير به علمه و لا يبطل. و إن تغير الجزئيات و الشخصيات فإنه لا يعرفه كما نعرفه نحن بإدراك الحس له و بالإشارة إليه، بل يعرفه بالأسباب الموجودة له المؤدية إليه التي لا تتناول هذا الجزئى و هذا الشخص بعينه من حيث يكون مشارا إليه متخيلا، فهو يعرف هذا الشخص بأسبابه و علله المشخّصة له فيكون علمه لا يتغير و إن تغير الشخص و بطل، و يعرف هذا الشخص و أنه شخصى مشار إليه و أنه فاسد و متغير و لا يفسد علمه و لا يتغير بفساده و تغيره، و يعرف جميع أحواله الحادثة له و يعلم أنها تكون حادثة له، و لا يتغير علمه بها لأنه يعرفها بأسبابها و يعرف عدمه بأسبابه المقوّمة له.

[ادراك النفس‌]

النفس تدرك ذاتها عند تفردها بذاتها و تجردها عما يلابسها من المادة التي تعوقها عن إدراك ذاتها. و ما دامت ملابسة للمادة ممنّوة بها فإنها بما يغشاها من ذلك الملابس الغريب لا يمكنها الرجوع إلى ذاتها و الإدراك لها. و النفس لا تكون عاقلة بالحقيقة إلا بعد التفرد و التجرد عن المادة فإن معنى عقلية الشي‌ء هو أن يتجرد العاقل عن المادة و يتجرد المعقول عن المادة.

[النفس و البدن‌]

إن كان الجسم شرطا فى بقاء النفس فلا بقاء لها من دونه، و هو أشرف منها لحاجتها إليه و استغنائه عنها. و إن كان معادا فى المعاد مع النفس لم تنفكّ النفس من الأفعال البدنية و القوى الحيوانية التي هى عوائق لها عن نيل الكمال.

الجسم شرط فى وجود النفس لا محالة، فأما فى بقائها فلا حاجة لها إليه، و لعلها إذا فارقته و لم تكن كاملة كانت لها تكميلات من دونه إذ لم يكن شرطا فى تكميلها كما هو شرط فى وجودها.

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست