responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 70

إلى خلاف ميولها فإنما يحركها شي‌ء غيرها و هو النفس و كذلك إذا أحست حاسة بشي‌ء كان المدرك لها النفس، فإن الحاسة قد انفعلت عند الإحساس فلم تبق على حالتها.

[الوجود فى واجب الوجود]

الوجود فى واجب الوجود من لوازم ذاته و هو الموجب له، و ذاته هو الواجبية و إيجاب الوجود فهو علة الوجود، و الوجود فى كل ما سواه غير داخل فى ماهيته، بل طارئ عليه من خارج و لا يكون من لوازمه، و ذاته هو الواجبية أو الوجود بالفعل لا الوجود مطلقا بل ذلك من لوازمه.

الحق ما وجوده له من ذاته. فلذلك البارى هو الحق و ما سواه باطل. كما أن واجب الوجود لا برهان عليه و لا يعرف إلّا من ذاته، فهو كما قال‌ «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» [1] كل ما وجوده لذاته فيجب أن يكون واحدا، و واجب الوجود وجوده لذاته فهو واحد فإن وجوده لأنه واجب الوجود، فيقتضى ذلك أن يكون هذا بعينه، و يكون غير معلول لأنه لا ماهية له بل له الآنية، إذ كل ذى ماهية معلول لأن وجوده لا لذاته بل من غيره.

واجب الوجود يكون الوجود بالفعل داخلا فى حقيقته، إذ هو وجوب الوجود لا لازما لحقيقته، و الوجود إذا أخذ فى حدّ الجوهر و قيل إنه الموجود لا فى موضوع فإنما يدل على حقيقة الماهية و معناه أنه الشي‌ء و الذي من شأنه أن يكون وجوده لا فى موضوع فإن هذا مقسوم لكل جوهر و إن كان شي‌ء يكون الوجود بالفعل داخلا فى حقيقته و لم يكن لازما له لم يكن ذلك الشي‌ء جوهرا. و هذا هو واجب الوجود. فواجب الوجود لا يطلق عليه معنى الجوهر، إذ ليس هو بجوهر، و هو منزّه عن أن يقال: إنه جوهر.

الوجود، إذا أخذ مطلقا، غير مقيد بالوجوب الصرف و إذا أخذ لاحقا لماهيته و مقارنا لها فلا تكون تلك الماهية واجبة الوجود مطلقا و لا عارضا لها وجوب الوجود مطلقا لأنها لا تجب البتة فى وقت من الأوقات. و واجب الوجود مطلقا يجب فى كل وقت. و يجوز أن يكون ذلك الوجود معلول الماهية أو معلول شي‌ء فى الماهية. و الوجود المطلق الذي بالذات لا يكون معلولا البتة. فإن كان يقترن ماهية بواجب الوجود إن كان يمكن ذلك فتكون تلك الماهية عارضة له، و واجب الوجود مشار إليه بالفعل فى ذاته متحقق فى نفسه و إن لم تكن تلك الماهية و هذه هى الآنية، فوجوب الوجود لا ماهية له غير الآنية.

[وحدة الاعراض و الصور]

كل عرض و كل صورة مادية ليس يصح وجود طبيعته و إنما يصح وجود شخص منه و تشخيصه إما بذاته أو لا يكون بذاته. فإن كان تشخّصه بذاته كان شخصا واحدا مثل‌


[1] سورة آل عمران آية 18

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست