responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 66

المشار إليه، فلا يجب البتة أن يقايس بين هذا الشخص الموجود المشار إليه و بين معقوله بل يجب أن يكون معقوله كليا يصح حمله عليه و على سائر أشخاص نوعه. و أما معقولنا فقد يكون على هذا الوجه ما لم يقس إلى هذا الشخص الموجود حتى نقول: إن هذا المعقول هو هذا الموجود (21 ب) فإذا قسناه إليه على أنه هو بعينه يكون محسوسا لا معقولا فإن المعقول من الشي‌ء هو أن نعرف الشى‌ء بأسبابه و علله و صفاته؛ على أن تلك الصفات يجوز حملها على هذا الشخص بعينه و على سائر أشخاص النوع. فإن قيست إلى هذا الشخص بعينه لا على أنها هو بعينه، بل على أنها يصح مقايستها إلى أى شخص كان من أشخاص نوعه.- و معقولنا أولا يكون من وجود الشى‌ء و من ادراك حسّنا له أولا، و بهذا الوجه يكون جزئيا و فاسدا و مبعثرا إذا قسناه إليه ثم نعقل منه صفاته و أسبابه فيصير المعقول كليا لا يتغير، و يكون حينئذ متناولا لأى شخص كان من أشخاص النوع، و المثال فى معقولنا هو أنّا نعقل أنه كلما اتصلت ثلاثة خطوط على استقامة بعضها ببعض حصل مثلث تكون زواياه الثلاث مساوية لقائمتين. و هذا الحكم يكون كليا غير متغير يصح حمله على كل مثلث، أو أنه كلما اجتمع القمر و الشمس و لم يكن للقمر عرض كان كسوف، و كل ذلك يكون لنا من قياس و نظر و بأن نحكم فنقول: كلما كان كذا كان كذا و يكون فى علمنا تكرار و انتقال من معقول إلى معقول. و معقول الأول لا يصح فيه التكرار و الانتقال من معقول إلى معقول، و لا استفادة معقولية الشى‌ء من وجوده بل يكون بسيطا يعقل من ذاته فيكون بعقله له على ما عليه وجوده على ترتيب السّببى و المسببى و علمه، فعلىّ لأنه من ذاته، لا انفعالى، فلا يتغير، و علمنا انفعالى مستفاد من خارج فيتغير بتغير المنفعل عنه. و لو كان فينا علم فعلى كان بسيطا و لم يكن بقياس و نظر، و كان مثاله أن نقول مثلا: فلان يخرج إلى الموضع الفلانى و يلقاه فلان و يجرى بينهما البتة كذا فإن هذا حكم بسيط ليس فيه تعلق بشريطة. و مثال العلم الانفعالى أن تستفيد علم شي‌ء من خارج، أو يقال لك: إن فلانا خرج إلى الموضع الفلانى و لقيه فلان و جرى بينهما كذا، فيكون بالضد من الأول.

علم الأول هو من ذاته، و ذاته سبب للأشياء كلها على مراتبها. فعلمه بالأشياء هو نفس وجودها. فهو يعلم الأشياء التي لم توجد بعد على أنها لم توجد بعد و يعرف أوقاتها و أزمنتها. و إذا وجدت تلك الأشياء لم يتجدد علمه بها فيستفيد من وجودها علما مستأنفا، و هو يعرف كل شخص على وجه كلى معرفة بسيطة و يعرف وقته الذي يحدث فيه على الوجه الكلى. فإنه يعرف أشخاص الزمان كما يعرف أشخاص كل شى‌ء على الوجه الكلى، و كما يعرف هذا الكسوف على الوجه الكلى، و يعرف المدة التي تكون‌

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست