نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 27
المعقول من كل شىء مجرد ماهيته التي له و التي عليها وجوده، و
المعقول من هذا الشخص ماهيته مع عوارضه و خواصه التي تقوّم بها و تشخص، و ليس هو
الصورة المحددة وحدها. فإن هذا الإنسان ليس هو ما هو بالإنسانية المحددة بل بمجموع
الصورة و المادة و الأعراض التي تشخص بها من كميته و كيفيته و وضعه و غير ذلك.
فمعقول الشخصى و محسوسه متطابقان، لأنه لو لم يتطابقا لم يكن معقوله.
و المعقول من الشمس هو ماهيته
[1] مع عوارضه و لوازمه و مقداره الذي كان يمكن أن يكون أكبر منه أو
أصغر، و حرارته التي كان يمكن أن تكون أشد منه أو أنقص، و شعاعه الذي كان يمكن أن
يكون أشد منه أو أنقص فكونه فى الفلك الرابع، و قد كان يمكن أن يكون فى الفلك
الأعلى، فمعقوله يطابق محسوسه فى الوجود.
قوله: «أربعتها» إلا واحدا منها الذي لا يمكن القول به فإن المبدأ
الفاعلى و هو البارى لا يجوز أن يكون موضوعا لهذا العلم.
الشىء من حيث يصدر عنه فعل ما- هو غيره من حيث يصدر عنه فعل آخر؛
فيكون الحيثان مختلفين و الجهتان مختلفتين، فإذا كان الشىء البسيط من حيث يصدر عنه
هذا الفعل يصدر عنه غيره و يكون من حيث يصدر عنه هذا الفعل إذ هو غيره من حيث يصدر
عنه ذلك الفعل الغير، فإذن يصدر عن البسيط فعل واحد، و لهذا يقول فى الأول إنه لا
يصدر عنه إلا فعل واحد بسيط و هو اللازم للأول إذ لا تركيب هناك و لا حيثان
مختلفان.
الأوائل تحصل فى العقل الإنسانى من غير اكتساب، و لا يدرى من أين
تحصل فيه و كيف تحصل فيه.
[اعتبارات العقول]
العقول إذا اعتبرت تكون على ثلاثة أنحاء: منها ما يكون بالقوة من كل
وجه كالعقول الإنسانية، فإن المعقولات فيها بالقوة، إلا الأوائل فإنها تحصل فيها
بعد ترعرعه [2] و إذا قلنا: إنه كل شىء أى أن كل
شىء فيه بالقوة و فى قوته أن يعقلها كلها.
و منها ما يكون بالفعل من كل وجه و ليس فيه البتة ما بالقوة كالبارى
فإن علمه لذاته و لا تعلق له بغيره، و لذلك يقول إنه كل شىء أى أن يعرفها بالعقل.
و منها ما هو بالقوة من وجه و بالفعل من وجه. ثم إنها تترتب فى ذلك بالأقل و
الأكثر و الأزيد و الأنقص فبعض العقول يكون «بالقوة» فيه يسيرا و بعضها كثيرا، و
إنما قيل إنه «بالقوة» من وجه «و بالفعل» من وجه: لأنه بالقياس إلى الأول عاقله
لأن الأول يفيدها العقل و العلم كما أنه يفيدها الوجود بتعلق علمها به فهى بالفعل
من هذا الوجه؛ و بوجه اعتبار ذواتها يكون