responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 164

مثلا بغداد فيكون المقصود واحدا، و يحدث هذا القصد عن التصور الأول الذي يتصوره، فيتحدد له فى كل منزل ينزله تصور خاص. فتتبعه حركة إلى المنزل الآخر، و يكون الأول علة لوجود ما بعده، حتى يوافى الغاية. و هذا التصور الثاني هو مثل التصور الأول، نوعا لا شخصا، فتصدر عنه حركة مثل الحركة الأولى نوعا لا شخصا.

فلو كانا مثلين شخصا، لكانا واحدا، و صدر عنهما حركة واحدة بالعدد.

و كذلك الأمر فى التشخص، فإن ما يشخص به الإنسان مثلا، و هو الاستحالة الأولى التي وافاه فيها الوجود، هو واحد متصل، إلى أن ينتهى و يفنى. و لا يزال تتجدد عليه استحالة بعد استحالة، و هى تابعة للأول، و تكون بالعرض أو بالقوة، و يكون الأول بالفعل و بالذات، و تلك كاللوازم عنه.

[تعقل الواجب لذاته‌]

تعقل واجب الوجود لذاته سبب لصدور الموجودات عنه، و هو أحدىّ الذات و الموجودات كثيرة، فيجب أن تتكثر لوازمه. و يكون أول ما يتكثر بالذات تلك اللوازم، كما أنه يجب أن يكون هاهنا أول شى‌ء يتخصص بذاته و يتشخص بذاته، و هو الإرادة الجزئية التي تكون للجسم الفلكى.

[احكام الإرادة]

الإرادات علة للكائنات، و كل كائن فعلته إرادة ما. و الإرادة تتخصص بذاتها، فلا تحتاج إلى مخصص كما يحتاج سائر الحادثات إلى مخصصات، تخصص كل واحد من تلك المخصصات واحدة من تلك الحادثات دون ما يشاركها فى نوعها. و الإرادة، و إن كانت حادثة، فلا تحتاج إلى مخصص، فإن كل ما يعرض مخصصا يجب أن يسبق وجود إرادة، فيؤدى ذلك إلى أن الإرادة تتخصص بذاتها.

كل ما لم يكن فى الزمان فلا يتغير، إذ التغير يلحق أولا الزمان ثم ما يكون فيه.

الآلة إنما جعلت للنفس لتدرك بها، أو تفعل ما ليس تدركه، أو تفعله بذاتها.

فلو كانت تدرك الأشياء بذاتها لم تعمل هذه الآلة. و إنما أعين بالآلة لأنها فى كل شى‌ء هى بالقوة لا بالفعل، فبالآلة تخرج إلى الفعل.

كل موجود إنما يصح وجوده بعد أن يسبقه تصور عقلى أو خيالى. قد بان ذلك فى العلوم الإلهية، و أنه لو لم يكن تصور لم يصح وجود شى‌ء، إذ الموجودات كلها تابعة للتصورات العقلية، و هى الإرادات بالحقيقة. و بان فيها أيضا أن التصور العقلى لا يصدر عنه أمر شخصى يكون له نظير من نوعه، بل إن صدر عنه أمر كان كليا، و ذلك مثل النوع الكلى الذي يكون مجموعا فى شخص واحد. فيجب أن يكون هاهنا تصور خيالى أو فى حكم الخيالى، بسببه توجد حركات كثيرة، و بالجملة أشخاص من نوع واحد.

نام کتاب : التعليقات نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست