responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أول الاعتقاد نویسنده : الجویني، عبد الملك    جلد : 1  صفحه : 151

لطيفة مشابكة للأجسام المحسوسة، أجرى اللّه تعالى العادة باستمرار حياة الأجسام ما استمرت مشابكتها لها، فإذا فارقتها يعقب الموت الحياة في استمرار العادة.

ثم الروح من المؤمن يعرج به، و يرفع في حواصل طيور خضر إلى الجنة، و يهبط به إلى سحيق من الكفرة، كما وردت به الآثار. و الحياة عرض تحيا به الجواهر، و الروح يحيا بالحياة أيضا، إن قامت به الحياة. فهذا قولنا في الروح.

فصل في الجنة و النار

الجنة و النار مخلوقتان، إذ لا يحيل العقل خلقهما، و قد شهدت بذلك آي من كتاب اللّه تعالى، منها قوله تعالى: وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ‌ [سورة آل عمران: 133] و الإعداد يصرح بثبوت الشي‌ء و تحققه. و قال تعالى: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى‌. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى‌. عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى‌ [سورة النجم: 13- 15]. و تواترت الأخبار في قصة آدم عليه السلام، عن الجنة و إدخال آدم إياها، و بدور الزلة منه فيها، و إخراجه عنها، و وعده الرد إليها. و كل ذلك ثابت قطعا، متلقى من فحوى الآيات المستفيض من نقل الأثبات و الثقات.

و قد أنكرت طوائف من المعتزلة خلق الجنة و النار، و زعموا أن لا فائدة في خلقهما قبل يوم الثواب و العقاب، و حملوا ما نصت الآية عليه في قصة آدم عليه السلام على بستان من بساتين الدنيا؛ و هذا تلاعب بالدين، و انسلال عن إجماع المسلمين. و ما هذوا به، من قولهم لا فائدة في خلق الجنة و النار في وقتنا، ساقط لا محصول له. فإن أفعال الباري تعالى لا تحمل على الأغراض على أصول أهل الحق، و هو تعالى يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد.

ثم، بم ينكرون على من يقول لهم: علم اللّه تعالى أن خلق الجنة و النار لطف في الإيمان و الأحكام العقلية، و ذلك غير بعيد على موجب قياسهم في اللطف و الصلاح و الأصلح؟

فصل في الصراط

و الصراط ثابت على حسب ما نطق به الحديث، و هو جسر ممدود على متن جهنم، يرده الأولون و الآخرون. و إذا توافرا إليه قيل للملائكة: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ‌ [سورة الصافات: 24].

و الميزان حق، و كذلك الحوض و الكتب التي يحاسب عليها الخلائق، و لا تحيل العقول شيئا من ذلك. و دلالة السمع ثابتة على قطع في جميع ما ذكرناه.

نام کتاب : الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أول الاعتقاد نویسنده : الجویني، عبد الملك    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست