نام کتاب : الأربعين في اصول الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 28
سباع البوادي، عقارب القبر
و ديدانه، و من انفرادك عن أهلك و أقاربك، وحشة القبر و وحدته، و من التلبية،
إجابة داعي اللّه عز و جل عند البعث، و كذلك في سائر الأعمال، فإن في كل عمل سرّا
و تحته رمزا، يتنبه له كل عبد بقدر استعداده للتنبه، بصفاء قلبه، و قصور همه على
مهمات الدين.
الأصل الخامس في قراءة
القرآن:
قال رسول اللّه صلى اللّه
عليه و سلم: «أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن». و قال عليه السلام: «لو كان القرآن
في إهاب[1] ما مسّته النار». و قال عليه السلام:
«ما من شفيع أفضل منزلة عند اللّه يوم القيامة من القرآن. لا نبيّ و لا ملك و لا
غيره». و قال عليه السلام: «يقول اللّه سبحانه: من شغله قراءة القرآن عن دعائي و
مسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين».
و اعلم أن لقراءة القرآن
آدابا ظاهرة و أسرارا باطنة،
أما الآداب الظاهرة
فثلاثة:
الأول: أن تقرأه باحترام و
تعظيم، و لن تلزم الحرمة قلبك ما لم تلزم هيئة الحرمة ظاهرك، و قد عرفت كيفية
علاقة القلب بالجوارح و وجه ارتفاع الأنوار منها إليه. و هيئة الحرمة أن تجلس و
أنت على الطهارة ساكنا مطرقا مستقبل القبلة غير متكئ و لا متربع و لا نائم، كما
تجلس بين يدي المقرئ، و تقرأه بترتيل و تفخيم و تؤدة[2] حرفا حرفا من غير هذرمة[3]. قال ابن عباس- رضي اللّه عنه-: «لأن أقرأ «إذا زلزلت» و «القارعة»
أتدبّرهما ا أحب إلي من أن أقرأ «البقرة» و «آل عمران» تهذيرا».
الثاني: أن تتشوف في بعض
الأوقات إلى أقصى درجات الفضل فيه، و ذلك بأن تقرأه في الصلاة قائما، خصوصا في
المسجد، و بالليل، لأن القلب في الليل أصفى لأنه أفرغ. فإنك و ان خلوت بالنهار
فتردّد الخلق و حركاتهم في أشغالهم، تحرّك باطنك، و تشغلك، خصوصا و إن كنت تتوقع
أن تطلب شغلا من الأعمال و الأشغال. و كيفما قرأته، و لو مضطجعا من غير طهارة، فلا
تخلو عن الفضل، فإن اللّه تعالى أثنى على الجميع، و قال:
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ [آل عمران: 191].