والقيامة وقال رحمهالله في قوله : « وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ » يعني رسول الله يدعوهم إلى ولاية أمير المؤمنين « كادت قريش يكون عليه لبدا » أي يتعاونون عليه « فلا أَمْلِكُ لَكُمْ » إن توليتم عن ولايته « ضَرًّا وَلا رَشَداً ، قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ » إن كتمت ما أمرت به « وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً » يعني مأوى « إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللهِ » أبلغكم ما أمرني الله به من ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام.
« وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ » في ولاية علي « فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ » قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي أنت قسيم النار تقول هذا لي وهذا لك ، قالوا : فمتى يكون ما تعدنا به يا محمد من أمر على والنار؟ فأنزل الله : « حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ » يعني الموت والقيامة « فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً » يعني فلانا وفلانا ومعاوية وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش ، من أضعف ناصرا وأقل عددا ، قالوا : فمتى يكون هذا؟ قال الله لمحمد « قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً » قال : أجلا.
« عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ » يعني عليا المرتضى من رسول وهو منه « فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً » قال : في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ، ويزقه زقا ويعلمه الله إلهاما ، والرصد التعليم من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليعلم النبي أن قد أبلغوا رسالات ربه وأحاط علي بما لدى الرسول من العلم « وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً » ما كان وما يكون ، الخبر.
قوله : « فاصبر « عَلى ما يَقُولُونَ » [٢] » أقول : في المزمل « وَاصْبِرْ » وكأنه من تصحيف النساخ ، وقيل : من المحتمل أن ذكر الفاء بدل الواو للإشعار بأن واصبر عطف على اتخذ من تتمة التفريع قال : يقولون فيك : إنه شاعر أو كاهن أو أن ما يقول في ابن عمه هو من قبل نفسه ولم يوح إليه.
« وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً » قال البيضاوي : بأن تجانبهم وتداريهم وتكليفهم وتكل
[١] سورة المزّمّل : ٩. [٢] وفي التمن « واصبر » وهو الصحيح كما ذكره الشارح (ره) أيضا.
نام کتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 5 صفحه : 145