responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 260

(رضي اللّه عنه) و لم يقل عمر (رضي اللّه عنه) لأبي عبيدة (رضي اللّه عنه): «امدد يدك أبايعك» و لم يترك المنصوص عليه محاجة القوم و مخاصمتهم، و ادعاء الأمر له و التمسك بالنص عليه.

فإن قيل: علموا ذلك و كتموه لأغراض لهم في ذلك، كحب الرئاسة، و الحقد على علي (رضي اللّه تعالى عنه) لقتله أقرباءهم و عشائرهم، و حسدهم إياه على ما له من المناقب، و الكمالات و شدة الاختصاص بالنبي (صلى اللّه عليه و سلّم) و ظنهم أن النص قد لحقه النسخ‌ [1] لما رأوا من ترك كبار الصحابة العمل به، إلى غير ذلك، و ترك علي (رضي اللّه عنه) المحاجة به تقية و خوفا من الأعداء و قلة وثوق بقبول الجماعة.

قلنا: من كان له حظ من الديانة و الإنصاف علم قطعا براءة أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) و جلالة أقدارهم عن مخالفة امره في مثل هذا الخطب الجليل، و متابعة الهوى، و ترك الدليل، و اتباع خطوات الشيطان و الضلال عن سواء السبيل، و كيف بظن بجماعة رضي اللّه عنهم، و آثرهم اللّه لصحبة رسوله (صلى اللّه عليه و سلّم) و نصرة دينه، و وصفهم بكونهم خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، و قد تواتر منهم الإعراض عن متاع الدنيا و طيباتها و زخارفها و مستلذاتها، و الإقبال على بذل مهجهم و ذخائرهم، و قتل أقاربهم و عشائرهم في نصرة رسول اللّه، و إقامة شريعته، و انقياد أمره و اتباع طريقته، أنهم خالفوه قبل أن يدفنوه و تركوا هداهم، و اتبعوا هواهم، و عدلوا عن الحق الصحيح إلى الباطل الصريح، و خذلوا مستحقا من بني هاشم و خاص ذوي القربى إلى غاصب من بني تيم أو عدي بن كعب، و أن مثل علي (رضي اللّه عنه) مع صلابته في الدين و بسالته. و شدة شكيمته و قوة عزيمته، و علو شأنه، و كثرة أعوانه، و كون أكثر المهاجرين و الأنصار و الرؤساء الكبار معه قد ترك حقه، و سلم الأمر لمن لا يستحقه، من شيخ من بني تيم ضعيف الحال، عديم المال، قليل الأتباع و الأشياع، و لم يقم بأمره، و طلب حقه، كما قام به حين أفضي‌


[1] النسخ في اللغة: عبارة عن التبديل و الرفع و الإزالة يقال: نسخت الشمس الظل أزالته، و في الشريعة، هو بيان انتهاء الحكم الشرعي في حق صاحب الشرع، و كان انتهاؤه عند اللّه تعالى معلوما إلا أن في علمنا كان استمراره و دوامه و بالناسخ علمنا انتهاؤه و كان في حقنا تبديلا و تغييرا.

نام کتاب : شرح المقاصد نویسنده : التفتازاني، سعد الدين    جلد : 5  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست