الثالث- ما سبق[5]من الآيات المشعرة. بخلود الفساق. و لو كانت شفاعة لما كان خلود.
الرابع- الإجماع على الدعاء بقولنا: اللهم اجعلنا من أهل شفاعة محمد. و لو
خصت[6]الشفاعة لأهل الكبائر، لكان ذلك دعاء بجعله منهم.
والجوابعنالأول- بعد تسليم العموم في الأزمان و الأحوال أنها تختص بالكفار جمعا بين
الأدلة على أن الظالم على الإطلاق هو الكافر، و أن نفي النصرة لا يستلزم نفي
الشفاعة لأنها طلب على خضوع، و النصرة ربما تنبئ عن مدافعة و مغالبة. هذا بعد
تسليم كون الكلام لعموم السلب، لا لسلب العموم. و قد سبق مثل ذلك[7].
و عنالثاني- بأنا لا نسلم أن من ارتضى لا يتناول الفاسق، فإنه مرتضى من جهة
الإيمان و العمل الصالح، و إن كان مبغوضا من جهة المعصية، بخلاف الكافر المتصف
بمثل العدل، أو الجور، فإنه ليس بمرتضى عند اللّه تعالى أصلا لفوات أصل الحسنات و
أساس الكمالات. و لا نسلم أن الذين