المبحث الرابع:الجمهور على أن الواجب يمتنع أن يتصف بالحادث أي الموجود بعد العدم
خلافا للكرامية[1]. و أما اتصافه بالسلوب و الإضافات الحاصلة بعد ما لم تكن، ككونه غير
رازق لزيد الميت، رازقا لعمرو المولود و بالصفات الحقيقية[2]المتغيرة المتعلقات ككونه عالما بهذا الحادث قادرا عليه فجائز، و
كذا بالأحوال المتحققة بعد ما لم تكن كالعالميات المتجددة بتجدد المعلومات عند أبي
الحسين البصريّ[3]على ما سيجيء[4]تحقيق
ذلك، و بهذا يندفع ما ذكره الإمام الرازيّ من أن القول بكون الواجب محلا للحوادث لازم
على جميع الفرق الإسلامية و إن[5]كانوا
يتبرءون عنه.
أما الأشاعرة[6]: فلأن
زيدا إذا وجد، كان الواجب غير قادر على خلقه بعد ما كان و فاعلا له؛ عالما بأنه
موجود، مبصرا لصورته، سامعا لصوته، آمرا له بالصلاة بعد ما لم يكن كذلك.
[1]أصحاب أبي عبد اللّه محمد بن كرام. و
هم طوائف بلغ عددهم إلى اثنتي عشرة فرقة و أصولها ست.
العابدية. و التونية و الزرينية و الاسحاقية و الواحدية و أقربهم
الهيصمية و لكل واحدة منهم رأي قال أبو عبد اللّه في كتابه المسمى (عذاب القبر)
إنه أحدى الذات أحدى الجوهر و أنه مماس للعرش من الصفحة العليا. و جوز الانتقال و
التحول و النزول .. الخ.
[3]هو محمد بن علي الطيب أبو الحسير
البصريّ أحد أئمة المعتزلة. ولد في البصرة و سكن بغداد و توفي بها عام 436 ه له
تصانيف و شهرة بالذكاء و الديانة على بدعته من كتبه «المعتمدفي أصول الفقه» و
شرح الأصول الخمسة كلها في الأصول.
[6]أصحاب أبي الحسن علي بن إسماعيل
الأشعريّ ت سنة 324 ه المنتسب إلى أبي موسى الأشعري- رضي اللّه عنه و سمعت من عجيب
الاتفاقات أن أبا موسى الأشعري- رضي اللّه عنه- كان يقرر عين ما يقرره الأشعريّ
أبو الحسن فى مذهبه قال أبو الحسن: الباري تعالى عالم بعلم، قادر بقدرة، حي بحياة؛
مريد متكلم بكلام الخ.