(قال:و إن مقوليته على الأقسام[1]بالتشكيك[2]،و أشهرها الإيجاب
و السلب، إذ باعتباره يمتنع الاجتماع[3]في
البواقي لا التضاد باعتبار غاية الخلاف[4]،إذ لا غاية فوق
التنافي الذاتي).
يريد أن من حكم التقابل أنه ليس جنسا لأقسامه، إذ لا يتوقف تعقلها
على تعقله، و هذا ظاهر في التضايف، كما أن التوقف ظاهر في التضاد، و أما (في
التضاد و أما)[5]في الباقين فمتردد.
و بالجملة فمقوليته على الكل بالتشكيك لكونه في الإيجاب و السلب
أشد لأن امتناع الاجتماع فيهما ظاهر و بحسب الذات، و في البواقي لاشتمالها على
ذلك، و أوضح ذلك بأن الخير فيه عقدان عقد أنه خير و هو ذاتي، و عقد أنه ليس بشر و
هو عرضي، و كونه ليس بخير ينفي الذاتي، و كونه شرا ينفي العرضي، و لا خفاء في أن
النافي الذاتي أقوى و في التجريد ما يشعر بأنه في التضاد أشد لأنه قال: و أشدها
فيه.
الثالث:أي أشد أنواع التقابل في التقابل هو التضاد و وجه[6]بأن التضاد مشروط بغاية الخلاف، و هي غاية في امتناع الاجتماع. و
رد بأنه لا يتصور غاية خلاف فوق التنافي الذاتي بأن يكون أحدهما صريح سلب الآخر
بخلاف الضدين، فإن أحدهما إنما يستلزم سلب الآخر.
و قيل: يعني كلامه أن شد الأنواع في التشكيك هو التضاد، لأن قبول
القوة
[1]الأربعة التي تحته و هي التضاد و
التضايف و الإيجاب و السلب و العدم.
[2]بمعنى أنه إنما يقال على هذه الأقسام
و يصدق عليها بطريق التشكيل لا بطريق التواطؤ و الاشتراك.
[3]كان الإيجاب و السلب أقوى هذه
الثلاثة إنما هو باعتبار اشتمالها على الإيجاب و السلب.