و المعلوم ما في الخارج كما مر[1]، و بهذا يندفع إشكال آخر و
هو: أنهم صرحوا بأن الصورة إنما تكون علما إذا كانت مطابقة للخارج و ذلك لأن هذا
إنما هو في صور الأعيان الخارجية، و أما المعدومات من، الاعتباريات و غيرها فمعنى
مطابقتها ما ذكرنا، هذا، و في بعض المواضع من كلام ابن سينا اعتراف بأن العلم
بالممتنعات ليس حصول الصورة لأنه ذكر في الشفاء أن المستحيل لا يحصل له صورة في
العقل و لا يمكن أن يتصور شيء هو اجتماع النقيضين بل تصور المستحيل إنما يكون على
سبيل التشبيه بأن يعقل بين السواد (و الحلاوة أمر هو الاجتماع، ثم يقال مثل هذا
الأمر لا يمكن بين السواد)[2]و
البياض، أو على سبيل النفي بأن يحكم العقل بأنه لا يمكن أن يوجد مفهوم هو اجتماع
السواد و البياض و على هذا حمل صاحب المواقف كلام أبي هاشم حيث جعل العلم
بالمستحيل علما لا معلوم له بناء على أن المعلوم شيء و المستحيل ليس بشيء و
حينئذ لا يرد اعتراض الإمام بأنه تناقض إذ لا معنى للمعلوم سوى ما تعلق به العلم و
لا يحتاج إلى ما ذكره الآمدي من أن له أن يصطلح على أن المعلوم ما تعلق به العلم
من[3]الأشياء.