المبحث الثاني في زعم الفلاسفة أن الحادث له مادة و مدة
(قال:زعمت الفلاسفة أن كل حادث مسبوق بمادة و مدة[1].
أما المادة[2]. فلأنه
قبل الوجود[3]ممكن، و إمكانه وجودي يفتقر إلى الحل، و ليس هو الحادث لامتناع تقدم
الشيء على نفسه، بخلاف إمكان لقديم.
و رد: بأنه إن أريد الإمكان الذاتي، فلا نسلم أنه وجودي، و إن أريد الاستعدادي
المخالف له في اقتضاء الرجحان و التفاوت و التحقق. فلا نسلم أن كل حادث ممكن).
أي موجود بعدم العدم مسبوق بمادة و مدة. و عنوا بالمادة، ما يكون
موضوعا للحادث إن كان عرضا، أو هيولا إن كان صورة، أو متعلقة إن كان نفسا، و
بالمدة الزمان و بنوا على ذلك، قدم المادة و الزمان، لا بمعنى أن محل هذا السواد،
و محل هذه مثلا و بدون هذه النفس[4]مثلا
قديم لظهور استحالته، و لا بمعنى أن قبل كل مادة مادة لا إلى بداية، كما في الحركة
و الزمان، (لأنه يستلزم اجتماع المواد الغير متناهية في الوجود ضرورة أن كلا منها
جزء ما
[1]قصدوا بالمدة الزمن، و بالمادة ما
يكون موضوعا لحادث و هو ما يقوم وجوده وجود الحادث كالجرم بالنسبة إلى العرض.