responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 3  صفحه : 28

مهمّات أهل الصفاء و ذوي الوفاء و المخلصين في الولاء، و في هذا العشر كان أكثر اجتماع الأعداء على قتل ذريّة سيد الأنبياء صلوات اللّه عليه و آله، و التهجّم بذلك على كسر حرمة اللّه جلّ جلاله مالك الدنيا و الآخرة، و كسر حرمة رسوله عليه السلام صاحب النعم الباطنة و الظاهرة، و كسر حرمة الإسلام و المسلمين و لبس أثواب الحزن على فساد أمور الدنيا و الدين.

فينبغي من أوّل ليلة من هذا الشهر ان يظهر على الوجوه و الحركات و السكنات شعار آداب أهل المصائب المعظمات في كلّما يتقلب الإنسان فيه، و ان يقصد الإنسان بذلك إظهار موالاة أولياء اللّه و معاداة أعاديه و تفصيل ذلك موجود في العقول و مشروح في المنقول.

أقول: فمن الأحاديث عن ائمّة المعقول الذي يصدّق فيها المنقول للمعقول ما

رويناه بعدّة طرق إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه من أماليه بإسناده عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا عليه السلام: ان المحرم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماؤنا و هتكت فيه حرمتنا و سبي فيه ذرارينا و نساؤنا، و أضرمت النيران في مضاربنا، و انتهب ما فيها من ثقلنا، و لم ترع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حرمة في أمرنا.

انّ يوم الحسين أقرح جفوننا و اسبل دموعنا و أذلّ عزيزنا، بأرض كرب و بلاء[1]، و أورثتنا الكرب و البلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فان البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام.

ثم قال: كان أبي صلوات اللّه عليه إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا و كانت الكآبة[2] تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه و بكائه، و يقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام‌[3].


[1] يا ارض كرب و بلاء أورثتنا (خ ل).
[2] الكآبة: الحزن.
[3] أمالي الصدوق: 111.الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 3  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست