نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 3 صفحه : 27
كيف اشتبه هذا الحال عليكم مع ظهور حجّته، لقد بلينا معشر فروع
النبوّة و الرسالة بمنازعة أهل الضلالة و الجهالة، و عقولهم شاهدة لنا بقيام
الحجّة عليهم و قلوبهم، عارفة بأنّنا أصحاب الإحسان إليهم، و كان يكفيهم ان
يتذكّروا ما ذكرناه، من انّهم كانوا عاكفين عبادة الأحجار و الأخشاب و مفارقين
لاولى الأبصار و الألباب، و المشابهين للانعام و الدواب، و أموات المعنى احياء
الصورة، و مصائبهم عظيمة كبيرة.
فأحيينا بنبوّتنا و
هدايتنا منهم أرواحا ميتة بالغفلات، و جمعنا بينهم و بين عقول تائهة في مسافات
الجهالات، و انطقنا منهم أ لسنا خرسة بقيود الهدر، و انتجينا منهم خواطر كانت
عقيمة بالحصا و مساوية للتراب و المدر، و اخرجناهم من مطامير الضلالة، و هديناهم
إلى مالك الجلالة، و سقناهم بعصا الاعذار و الإنذار، و سقيناهم بكأس المبارّ و
المسارّ، حتّى خلّصناهم من عار الاغترار و إخطار عذاب النار، و أذعنت لنا ألبابهم
انّنا ملوكها، و انّ بنا استقام سبيلها و سلوكها.
فصاروا بعد هذا الرّق الذي
حكم لنا عليهم بالعبوديّة، منازعين لنا في شرف العنايات الإلهيّة و المقامات
النبويّة، ان كان القوم قد جحدوا و عاندوا فليردّوا علينا ما دعوناهم إليه و
دللناهم عليه، فليرجعوا إلى أصنامهم و قصور أحلامهم و فتور إفهامهم، فان الأحجار و
الأخشاب موجودة، و هي أربابهم الّتي كانت نواصيهم بها معقودة.
و تاللّه لو كانوا قد
أجابوا داعي نبوّتنا في ابتدائه بغير قهر و لا هوان، لكان لهم بعض الفضل في فوائد
الإسلام و الايمان، و لكنّهم أضاعوا كلّ حقّ كان يمكن ان يملكوه أو سبق كان يتهيّأ
لهم ان يدركوه، بأنّهم ما اجابونا إلى نجاتهم من ضلالهم و خلاصهم من وبالهم الّا
بالقهر الّذي أعراهم من الفضيلة بالكليّة، و جعلها بأجمعها حقّا للدعوة المحمّديّة
و الصفوة العلويّة.
فصل (2) فيما نذكره من
عمل أوّل ليلة المحرّم
اعلم ان المواساة لأئمّة
الزمان و أصحاب الإحسان في السرور و الأحزان، من
الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 3 صفحه : 27