responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 3  صفحه : 29

و

من المنقول من أمالي محمد بن علي بن بابويه رضوان اللّه جلّ جلاله عليه ما رويناه أيضا بإسناده إلى الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم، فقال لي: يا بن شبيب أ صائم أنت؟ فقلت لا، فقال: ان هذا اليوم هو الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربّه عزّ و جلّ، فقال‌ «رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ»[1]، فاستجاب اللّه له و أمر ملائكته فنادت: زكريا، وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ: «أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‌ مُصَدِّقاً»، فمن صام هذا اليوم ثم دعا اللَّه عزّ و جلّ استجاب له كما استجاب لزكريا عليه السلام.

ثم قال: يا بن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهليّة فيما مضى يحرّمون فيه الظلم و القتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها و لا حرمة نبيّها صلوات اللّه عليه و آله، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته و سبوا نسائه و انتهبوا[2] ثقله، فلا غفر اللَّه ذلك لهم ابدا.

يا بن شبيب ان كنت باكياً فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فإنه‌[3] ذبح كما يذبح الكبش، و قتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض مشبهون، و لقد بكت السماوات و الأرضون لقتله، و لقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لينصروه، فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث‌[4] غبر إلى ان يقوم القائم، فيكونون من أنصاره و شعارهم: يا آل ثارات الحسين‌[5].

يا بن شبيب لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام انّه لما قتل جدّي الحسين عليه السلام أمطرت السّماء دما و ترابا أحمر، يا بن شبيب ان بكيت على الحسين عليه السلام حتى يصير دموعك على خدّيك غفر اللّه لك كل ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا، يا بن شبيب ان سرّك ان تلقى اللّه عزّ و جلّ و لا ذنب‌


[1] آل عمران: 38.
[2] النهب: الغارة.
[3] فابك للحسين فإنه (خل).
[4] الشعث- ككتف- المغبرالرأس، الشعث- بالفتح- انتشار الأمر و خلله.
[5] أصله يا آل ثارات،حذفت الهمزة من الآل للتخفيف، فصار يا لثارات. الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 3  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست