نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 257
و ذوي اجتبائه، و أمره بالبلاغ و ترك الحفل بأهل الزّيغ و النفاق،
و ضمن له عصمته منهم و كشف عن خبايا أهل الرّيب و ضمائر أهل الارتداد ما رمز فيه.
فعقله المؤمن و المنافق
فأذعن مذعن و ثبت على الحقّ ثابت، و ازدادت جهالة المنافق، و حميّة المارق[1]، و وقع العضّ على النواجذ[2] و العمر على السّواعد، و نطق
ناطق، و نعق ناعق، و نشق ناشق، و استمرّ على ما رقته مارق، و وقع الإذعان من طائفة
باللسان دون حقائق الايمان، و من طائفة باللّسان و صدق الايمان.
و أكمل اللّه دينه، و
أقرّ عين نبيّه و المؤمنين و المتابعين، و كان ما قد شهده بعضكم و بلغ بعضكم، و
تمّت كلمة اللّه الحسني على الصّابرين، و دمّر[3]
اللّه ما صنع فرعون و هامان و قارون و جنوده و ما كانوا يعرشون[4]،
و بقيت حثالة[5] من الضلال، لا يألون النّاس
خبالا[6].
فيقصدهم اللّه في
ديارهم، و يمحو آثارهم، و يبيد معالمهم، و يعقّبهم عن قرب الحسرات، و يلحقهم عن
بسط أكفّهم، و مدّ أعناقهم، و مكّنهم من دين اللّه حتّى بدّلوه و من حكمه حتّى
غيّروه، و سيأتي نصر اللّه على عدوّه لحينه، و اللّه لطيف خبير و في دون ما سمعتم
كفاية و بلاغ.
فتأمّلوا رحمكم اللّه ما
ندبكم اللّه إليه، و حثّكم عليه، و اقصدوا شرعه، و اسلكوا نهجه، و لا تتّبعوا
السّبل فتفرّق بكم عن سبيله.
هذا يوم عظيم الشّأن فيه
وقع الفرج، و رفعت الدرج، و وضحت الحجج، و هو يوم الإيضاح و الإفصاح عن المقام
الصراح، و يوم كمال الدّين، و يوم العهد المعهود، و يوم
[1] المارق: من مرق من الدين، أي خرج من الدين بضلالة أو بدعة.
[2] عض الشيء: لزمه واستمسك به، الناجذ: واحد النواجذ أي الأضراس، يقال: عضّ على ناجذه: بلغ أشدّه لانّالنواجذ تنبت بعد البلوغ و كمال العقل.
[3] الدمار: الهلاك.
[4] عرش البيت: بناه.
[5] حثالة: ما يسقط منقشر الشعير، حثالة الناس: رذالتهم.
[6] الخبال: الفساد. الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 257