نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 256
بها الخرسات بأنواع اللّغات، بخوعا[1]
له بأنّه فاطر الأرضين و السّماوات، و استشهدهم خلقه و ولّاهم ما شاء من أمره.
جعلهم تراجم مشيّته و
ألسن إرادته، عبيدا لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ
هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ،
وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى، وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ، يحكمون بأحكامه و يستنّون بسنّته، و يعتمدون حدوده، و يؤدّون
فرضه.
و لم يدع الخلق في بهم
صمّا و لا في عمى بكما، بل جعل لهم عقولا مازجت شواهدهم، و تفرقّت في هياكلهم،
حقّقها في نفوسهم و استعدّ لها حواسّهم، فقرّر بها على إسماع و نواظر و أفكار و
خواطر، ألزمهم بها حجّته و أراهم بها محجّته و أنطقهم عمّا شهدته بألسن ذريّة بما
قام فيها من قدرته و حكمته، و بيّن عندهم بها
«لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ»،
وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ[2]، بصير شاهد خبير.
و انّ اللّه تعالى جمع
لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين، لا يقوم أحدهما إلّا بصاحبه،
ليكمل لكم عندكم، جميل صنعه، و يقفكم على طريق رشده، و يقفوا بكم آثار المستضيئين
بنور هدايته، و يسلك بكم منهاج قصده، و يوفّر عليكم هنيء رفده.
فجعل الجمعة مجمعا ندب
إليه[3] لتطهير ما كان قبله، و غسل ما
أوقعته مكاسب السّوء من مثله إلى مثله، و ذكري للمؤمنين و تبيان خشية المتّقين، و
وهب لأهل طاعته في الأيّام قبله و جعله لا يتمّ الّا بالايتمار لما أمر به، و
الانتهاء عمّا نهى عنه، و البخوع بطاعته فيما حثّ عليه و ندب إليه، و لا يقبل
توحيده الّا بالاعتراف لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله بنبوّته، و لا يقبل دينا الّا
بولاية من أمر بولايته، و لا ينتظم أسباب طاعته إلّا بالتمسّك بعصمة و عصم أهل
ولايته.
فانزل على نبيّه صلّى
اللّه عليه و آله في يوم الدّوح ما بيّن فيه عن إرادته في خلصائه
[1] بخع: أقرّ به و أذعن.
[2] الأنفال: 42.
[3] ندب للأمر أو إلىالأمر: دعاه و رشّحه للقيام به. الإقبال بالأعمال الحسنة
نام کتاب : الإقبال بالأعمال الحسنة - ط الحديثة نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 2 صفحه : 256