responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 3  صفحه : 328

من الجهل- و إنما يعرض للعذاب المحدود ضرب من الرذيلة- و حد منه- و ذلك في أقل أشخاص الناس- و لا تصغ إلى من يجعل النجاة وقفا على عدد- و مصروفة عن أهل الجهل و الخطايا- صرفا إلى الأبد و استوسع رحمة الله- و ستسمع لهذا فضل بيان يريد تقرير كون الشقاوة الأبدية مختصة بالطرف الأخس- و هو ظاهر- و قوله باتكة لعصمة النجاة أي قاطعة- و العصمة هاهنا اسم لما يعتصم به الإنسان- أي يتمسك به لئلا يسقط- و قوله بل إنما يهلك الهلاك السرمد- ضرب من الجهل و الرذيلة- دال على أن ما عداهما إما يقتضيان شقاوة منقطعة- أو لا يقتضيان شقاوة أصلا- و إنما قال و استوسع رحمة الله- ملاحظة لقوله عز من قائل- وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‌ءٍ- فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ- فإن فيه ما يدل على شمولها للعموم- و على تخصيص ما لأهل الطرف الأشرف بها

(26) وهم و تنبيه [في أن إبراء شى‌ء هو في أصل وضعه مما ليس يمكن أن يغلب فيه الخير]

أو لعلك تقول- هلا أمكن أن يبرأ القسم الثاني عن لحوق الشر- فيكون جوابك أنه لو برأ عن أن يلحقه ذلك- لكان شيئا غير هذا القسم و كان القسم الأول- و قد (84) فرغ عنه- و إنما هذا القسم في أصل- وضعه مما ليس يمكن أن يكون الخير الكثير يتعلق به- إلا و هو بحيث يلحقه شر بالضرورة- عند المصادمات الحادثة- فإذا برأ عن هذا فقد جعل غير نفسه- فكأن النار جعلت غير النار- و الماء غير الماء و ترك وجود هذا القسم- و هو على صفته المذكورة- غير لائق بالجود على ما بينا و هذا الفصل غني عن الشرح‌

(27) وهم و تنبيه [في إزالة ما يوهم من قبح العقاب على ما يصدر على سبيل الوجوب‌]

و لعلك تقول أيضا- فإن كان القدر فلم العقاب- فتأمّل جوابه أن العقاب للنفس على خطيئتها كما ستعلم- هو كالمرض للبدن على نهمه- فهو لازم من لوازم ما ساق إليه الأحوال الماضية- التي لم يكن من وقوعها بد- و لا من وقوع ما يتبعها- و أما الذي يكون على جهة أخرى من مبدإ له من خارج- فحديث آخر- ثم إذا سلم معاقب من خارج- فإن ذلك أيضا يكون حسنا- لأنه قد كان يجب أن يكون التخويف موجودا في‌

نام کتاب : شرح الاشارات و التنبيهات للمحقق الطوسى نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 3  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست