أصحاب
أبى الخطاب الأسدى، زعموا أن الأئمة أنبياء، و أن أبا الخطاب كان نبيا و أن الأنبياء
فرضوا على الناس طاعته.
ثم
زادوا، و زعموا أن الأئمة آلهة، و أن أبناء الحسن، و الحسين أبناء الله [11]// و أحباؤه،
و أن جعفر إله، إلا أن أبا الخطاب أفضل منه، و من على بن أبى طالب، و يستحلون شهادة
الزور لموافقيهم، على مخالفيهم، ثم افترق هؤلاء بعد قتل أبى الخطاب [2].
فمنهم
من قال: الإمام بعد أبى الخطاب معمر، و عبدوه كما عبدوا أبا الخطاب.
و
زعموا أن الجنة ما ينالهم فى الدنيا من خير، و نعيم، و أن النار ما يصيبهم فى الدنيا
من المشاق و الهموم، و استباحوا المحرمات و ترك الفرائض.
و
منهم من قال: الإمام بعد أبى الخطاب بزيغ، و أن كل مؤمن يوحى إليه تمسكا بقوله تعالى:
وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [3]: أى بوحى من الله، و
زعموا أن منهم من هو خير من جبريل، و ميكائيل، و أنهم لا يموتون، و أن الواحد منهم
إذا بلغ إلى النهاية ارتفع إلى الملكوت.
و
منهم من قال: الإمام بعد أبى الخطاب عمر بن بيان العجلى، إلا أنهم اعترفوا بأنهم يموتون،
و لا شك فى كفر الخطابية؛ لجعلهم الأئمة آلهة، و استباحتهم المحرمات و ترك الفرائض.
[1]
أصحاب أبى الخطاب محمد بن أبى زينب الأسدى، الأجدع، مولى بنى أسد- نسب نفسه للإمام
جعفر بن محمد الصادق، فلما وقف على غلوه فى حقه، تبرأ منه؛ فادعى الإمامة لنفسه، و
قتله عيسى بن موسى فى عهد المنصور سنة 143 ه. و انظر بشأن هذه الفرقة بالإضافة لما
ورد هاهنا. مقالات الإسلاميين للأشعرى 1/ 76، و الملل و النحل 1/ 179، و التبصير فى
الدين ص 73 و الفرق بين الفرق للبغدادى ص 247 و ما بعدها و شرح المواقف- التذييل- ص
27. [11]//
أول ل 141/ أ. [2]
افترق الخطابية بعد قتل أبى الخطاب إلى خمس فرق:
الفرقة
الأول: المعمرية. قالوا: الإمام بعد أبى الخطاب معمر.
الفرقة
الثانية: البزيغية. نسبة إلى رجل منهم اسمه [بزيغ].
الفرقة
الثالثة: العميرية. أتباع عمير بن بيان العجلى.
الفرقة
الرابعة: المفضلية: لانتسابهم إلى رجل يقال له مفضل الصيرفى.
الفرقة
الخامسة: الخطابية المطلقة، ثبتت على موالاة أبى الخطاب فى دعاويه كلها.
انظر
عنهم بالتفصيل المراجع السابقة المذكور فى ترجمة أبى الخطاب. [3]
سورة آل عمران: 3/ 145.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 56