الذين
قالوا إن عليا كان أشبه بمحمد من الغراب بالغراب، و الذباب، بالذباب، و أن الله تعالى-
بعث جبريل إلى على، فغلط، و أدى الرسالة إلى محمد، لمشابهته به، و لذلك يلعنون صاحب
الريش: أى جبريل، و قد قال شاعرهم:
غلط
الأمين فجازها عن حيدر و هؤلاء مما يجب تكفيرهم؛ لإنكار نبوة محمد- صلى اللّه عليه
و سلم- و أنه لم يكن رسولا عن الله تعالى- فى نفس الأمر.
و
إنما لقبوا بذلك؛ لأنهم يرون ذم محمد عليه السّلام، و يزعمون أن عليا إله، و أنه بعث
محمدا ليدعوا إليه؛ فادعى الأمر لنفسه.
و
منهم من قال بإلهية محمد، و على، إلا أن منهم من يقدم عليّا فى أحكام الإلهية.
و
منهم من يقدم محمدا، و منهم من قال بإلهية خمسة أشخاص، و هم أصحاب العباء: محمد، و
على، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و أن خمستهم شيء واحد، و أن الروح حالة فيهم بالسوية،
و لا فضل لواحد على الآخر، و لم يسموا فاطمة بالتأنيث؛ بل فاطم، و لذلك قال شاعرهم:
توليت بعد الله فى الدين خمسة نبيا و سبطين و شيخا و فاطما
و
هؤلاء كفار؛ لاتخاذهم عليا إلها.
[1]
الغرابية: قوم يزعمون أن الله تعالى- أرسل جبريل عليه السّلام إلى على- رضى اللّه عنه-
فغلط فى طريقه، و ذهب إلى محمد- صلى اللّه عليه و سلم- و هؤلاء أكفر من اليهود و المشركين
لأنهم يلعنون جبريل، و محمدا عليهما السلام. و انظر بشأن هذه الفرقة:
التبصير
فى الدين ص 74، و الفرق بين الفرق ص 250 و اعتقادات فرق المسلمين و المشركين ص 59،
و شرح المواقف- التذييل- ص 28. [2]
الذمية: أصحاب العلباء بن ذراع الدوسى و قال قوم: هو الأسدى. و إنما لقبوا بذلك لأنهم
يرون ذم محمد- صلى اللّه عليه و سلم- و أطلق عليهم الشهرستانى العلبائية نسبة إلى العلباء
انظر عنهم: الملل و النحل 1/ 175، و الفرق بين الفرق ص 251، و التبصير فى الدين ص
75 و شرح المواقف- التذييل- ص 28، 29.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 57