أصحاب
هشام بن عمر الفوطى [2] و من مذهبهم الامتناع من إطلاق اسم الوكيل على الله- تعالى-،
و هو خلاف نص القرآن؛ لظنهم أن الوكيل يستدعى موكلا، و ليس كذلك بل الوكيل بمعنى الحفيظ،
و منه قوله تعالى: قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ [3]، أى/ حفيظ و الامتناع من إطلاق
القول بأن الله- تعالى- ألف بين قلوب المؤمنين، و هو خلاف قوله تعالى: وَ أَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِهِمْ [4]، و أن الأعراض لا تدل على الله تعالى-، و لا على أحد من رسله، و يلزمه
على ذلك أن فلق البحر، و قلب العصا حية، و إحياء الموتى، لا يكون دليلا على صدق من
ظهر على يده، و أنه لا دلالة فى القرآن، على حكم من الحلال، و الحرام؛ و هو محال، مخالف
للدليل، و الإجماع.
و
قالوا أيضا: إن الإمامة لا تنعقد فى حالة الاختلاف؛ بل [5] فى حال الوفاق، و أن عليا
لم تنعقد إمامته لوقوع العقد معه حالة الاختلاف [5]؛ و هو خلاف الإجماع، و أن الجنة،
و النار غير مخلوقين الآن، و قد أبطلناه [6]، و إنكار حضار عثمان، و قتله بالغيلة،
و هو خلاف ما شوهد و نقل، و أن من افتتح الصلاة بشروطها، ثم أفسدها فى آخرها، كان أول
صلاته معصية، منهيا عنها؛ و هو خلاف الإجماع.
أصحاب
الصالحى، و من مذهبهم جواز وجود العلم، و القدرة، و الإرادة، و السمع و البصر في الميت،
و يلزمهم من ذلك جواز أن يكون الناس أمواتا، مع هذه الصفات، و أن لا يكون الله تعالى
حيا أيضا، و أنه يجوز خلو الجواهر عن الأعراض.
[1]
عن هذه الفرقة بالإضافة لما ورد هنا: انظر الملل و النحل 1/ 73 و ما بعدها، و الفرق
بين الفرق ص 159 و ما بعدها، و التبصير فى الدين ص 46، 47، و اعتقادات فرق المسلمين
و المشركين ص 43، و شرح المواقف (التذييل) ص 13. [2]
هو هشام بن عمرو الشيبانى من أهل البصرة، و من رجال الطبقة السادسة، و كانت له منزلة
عند الخاصة و العامة توفى سنة 226 ه (المنية و الأمل ص 54، طبقات المعتزلة ص 61 و الفرق
بين الفرق ص 159 و ما بعدها). [3]
سورة الأنعام: 6/ 66. [4]
سورة الأنفال: 8/ 63. [5]
من أول (بل فى حال .... إلى حالة الاختلاف) ساقط من ب. [6]
راجع ما مر ل 217/ ب و ما بعدها. [7]
ذكر صاحب المواقف هذه الفرقة ضمن. فرق المعتزلة متابعا للآمدى و موضحا أنهم أصحاب الصالحى.
أما الشهرستانى فنسبهم إلى صالح بن عمر الصالحى، و ذكر أنه ممن جمع بين القدر، و الإرجاء
و تحدث عنهم ضمن فرق المرجئة (الملل و النحل 1/ 145. و شرح المواقف (التذييل) ص
15).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 46