نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 250
قلنا:
إنما كان كذلك؛ لأنه كان من عادة العرب أنهم إذا أرادوا نبذ العهود، و المواثيق لا
يفعل ذلك إلا صاحب العهد، أو رجل من بنى أعمامه؛ فجرى رسول الله- صلى اللّه عليه و
سلم- على سابق عهدهم.
قولهم:
إنه عزله عن الصلاة، غير صحيح بدليل ما ذكرناه من الروايات الصحيحة، و كل ما يقال فى
ذلك، فإنما هو من الأكاذيب التى لا تثبت لها عند المحصلين من أرباب النقل؛ بل الصحيح
ما رواه الزهرى عن أنس بن مالك أنه قال: «صلى أبو بكر صبيحة اثنتى عشرة، فخرج النبي-
صلى اللّه عليه و سلم- و الناس فى صلاة الصبح عاصبا رأسه حتى وقف على باب حجرة عائشة،
فلما رآه الناس تحوّزوا، و ذهب أبو بكر يستأخر؛ فأشار إليه النبي- صلى اللّه عليه و
سلم- أن صلّ؛ فصلوا و عاج و انصرف» [1].
قولهم:
إن شرط الإمام أن يكون معصوما؛ فقد أبطلناه فيما تقدم [2].
قولهم:
إنه قال: «إن لى شيطانا يعترينى» [3] لا يمكن حمله على أنه كان به خبل مع ما بيّناه
من عقله و فضله و سياسته، و طواعية الناس له.
و
إنما معناه: أنه يلحقنى وساوس، و ذهول، على سبيل التواضع، و كسر النفس، و ما من أحد
إلا و له شيطان بهذا الاعتبار، و لهذا قال عليه الصلاة و السلام: «و ما منكم إلا و
له شيطان يعتريه، قيل و أنت يا رسول الله، قال و أنا، إلا أن الله أعاننى عليه»
[4]؛ و ليس المراد به إلا ما ذكرناه.
قولهم:
إنه خالف أمر رسول الله؛ لا نسلم ذلك.
قولهم:
إن عمر كان فى جيش أسامة.
قلنا:
غايته أنه كان داخلا فيه نظرا إلى عموم أمر الرسول- عليه الصلاة و السلام- و كان ذلك
لإصلاح الدين، و لعله رأى أن المصلحة فى إقامة عمر فى المدينة أكثر للدين، و تخصيص
العموم بالرأى جائز عنده، و على أصول أهل الحق، كما فى علم الأصول [11]//.
[1]
وردت رواية الزهرى عن أنس رضي اللّه عنه فى صحيح مسلم 2/ 24. [2]
انظر ما سبق ل 285/ ب و ما بعدها. [3]
انظر ما سبق ل 296/ أ و ما بعدها. [4]
رواه مسلم 8/ 139. [11]//
أول 174/ ب من النسخة ب.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 250