نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 238
و
روى أنه سألته جدة عن ميراثها فقال: «لا أجد لك فى كتاب الله- تعالى- و لا سنة رسوله
شيئا، ارجعى حتى أسأل الناس؛ فأخبره المغيرة بن شعبة، و غيره أن النبي- صلى اللّه عليه
و سلم- أعطاها السدس» [1]، فجعله لها إلى غير ذلك؛ و ذلك دليل نقصه فى العلم بالشريعة/.
الوجه
السابع: [شكه فى استحقاقه للإمامة]
أنه
قال: «و ودت أنى سألت رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- عن هذا الأمر فيمن هو؛ فكنّا
لا ننازعه أهله» [2]؛ و ذلك منه دليل على شكّه فى استحقاقه للإمامة.
الوجه
الثامن: [ذم عمر له]
أنّ
عمر بن الخطاب مع أنه وليه، و حميمه، و ناصره، و المتولى للعهد من قبله، قد نقل عنه
ما يدل على ذمّه، و الإنكار عليه، و أن بيعته وقعت لا عن أصل يبنى عليه، و هو أدل الأشياء
على، عدم استحقاقه للإمامة.
أمّا
ذمّه: فما روى عنه أنه جاءه عبد الرحمن بن أبى بكر، يشفع فى الحطيئة [3] الشاعر فقال:
«دويبة سوء لهو خير من أبيه» [4].
و
أما إنكاره عليه، حيث لم يقتل خالد بن الوليد [5]، و لم يعزله، و قد قتل مالك بن نويرة
[6]، و هو مسلم، طمعا فى التزويج بامرأته لجمالها، حتى قال له عمر: «إن وليت الأمر
لأقيدنك به» [7].
[1]
قارن بما ذكره صاحب المغنى (20/ 352، 353 القسم الأول) فقد ذكر هذه الشبهة ورد عليها
بالتفصيل. و بما ورد فى شرح المواقف الموقف السادس ص 301. [2]
قارن بما ذكره صاحب المغنى (20/ 340، 341 القسم الأول) فقد ذكر هذه الشبهة ورد عليها
بالتفصيل. [3]
الحطيئة: هو جرول بن أوس بن مالك- العبسى، شاعر مخضرم أسلم ثم ارتد، ثم تاب. قال أثناء
ردته:
أطعنا رسول الله إذ كان بيننا فيا لعباد الله ما لأبى بكر
أ يورثها بكر إذا مات بعده و تلك لعمر الله قاصمة الظهر
(خزانة
الأدب 1/ 408). [4]
قارن بما ورد فى شرح المواقف للجرجانى- الموقف السادس- ص 302. [5]
خالد بن الوليد- رضي اللّه عنه- بن المغيرة المخزومى، القرشى سيف الله، الفاتح الكبير
و القائد العظيم، و الصحابى الجليل كان من أشراف قريش، أسلم قبل الفتح سنة 7 ه فسر
به رسول الله صلى اللّه عليه و سلم و ولاه الخيل، و لما ولى أبو بكر، وجهه لقتال المرتدين،
ثم سيره إلى العراق ثم حوله إلى الشام. و كان رضي اللّه عنه من أعظم قواد عصره؛ بل
من أعظم قواد العالم. قال عنه أبو بكر: عجزت النساء أن يلدن مثل خالد. روى له المحدثون [18] حديثا، و عن عبد الرحمن بن أبى الزناد أن خالد بن الوليد لمّا حضرته الوفاة بكى:
فقال: «لقد لقيت كذا و كذا زحفا، و ما فى جسدى شبر إلا و فيه ضربة بسيف أو رمية بسهم
أو طعنة برمح. و ها أنا أموت على فراشى حتف أنفى كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء»
[صفة الصفوة 1/ 245- 247، الأعلام للزركلى 2/ 300]. [6]
مالك بن نويرة: هو أبو حنظلة مالك بن نويرة بن حمزة من بنى يربوع، أسلم و ولاه رسول
الله- صلى اللّه عليه و سلم- صدقات قومه، و فى ارتداده عن الإسلام خلاف. فيقال إنه
وزع الصدقات على قومه و ارتد فقتله خالد بن الوليد و تزوج امرأته [الإصابة 3/ 336،
و البداية و النهاية 6/ 322]. [7]
قارن بما ورد فى المغنى 20/ 354، 355 القسم الأول. فقد ذكر القاضى هذه الشبهة ورد عليها
بالتفصيل. و قارن بشرح المواقف للجرجانى- الموقف السادس ص 302، 303.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 5 صفحه : 238