و
إن سلمنا أن ذلك لا يكون إلا سبب المادة و لكن ما المانع من ذلك؟
قولهم:
لأنه لا مادة قبل وجود الأبدان [إنما يصح أن لو تصور خلو النفس عن البدن] [2]، و ما
المانع على أصولهم أن تكون النفس قديمة، و الأبدان لم تزل تتناسخها من الأزل/ إلى الأبد،
و ما يذكرونه فى إبطال التناسخ على أصولهم فسيأتى إبطاله [3].
[11]//
و إن سلمنا امتناع التناسخ، و أن الأبدان حادثة لها أول؛ و لكن يلزم على ما ذكروه امتناع
التعدد فى أشخاص العنصر الواحد؛ و هو محال مخالف للحسّ، و العيان.
و
بيان اللزوم أن يقال: لو تعددت أشخاص العنصر الواحد؛ فلا بد من تمايزها.
و
ما به التمايز: إما أن يكون لازما لذات العنصر، أو لعارض خارج، الأول محال؛ لما ذكروه
[4].
و
الثانى يلزم منه أن يكون ذلك بسبب المادة، و المادة إما مادة العنصر أو غيرها، الأول
محال؛ ضرورة اتحاد نوعها، و الثانى يلزم منه أن تكون المادة مادة؛ و هو تسلسل محال.
و
أما الحجة الثانية [5]: فمبنية على القول بأن الطبيعة لها فعل، و هو ممتنع على ما سبق
[6]، و بتقدير التسليم لذلك جدلا، فلا نسلم أنه لا شيء من فعل الطبيعة معطلا.
و
إن سلمنا أنه لا شيء من فعل الطبيعة معطلا؛ و لكن دائما، أو فى بعض الأوقات، الأول
ممنوع، و الثانى مسلم.
[1]
راجع ما مر ل 218/ أ و ما بعدها. [2]
ساقط من (أ). [3]
انظر ما سيأتى ل 214/ ب. [11]//
أول ل 119/ أ. [4]
راجع ما مر ل 204/ ب و ما بعدها. [5]
الرد على الشبهة الثانية لأرسطو و متابعيه. (راجع ل 204/ ب الحجة الثانية). [6]
راجع ما مر فى الجزء الأول ل 220/ ب و ما بعدها فى الرد على الطبيعيين.
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 305