نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 255
فإن
كان الأول: لزم تعلق مقدور واحد بقدرتين، و كما يمتنع وجود مقدور بقادرين، يمتنع وجود
مقدور بقدرتين.
و
إن كان الثانى: فهو ممتنع؛ لأنّه لو صلحت القدرة الواحدة لإحداث العرض، و إعادته؛ لكانت
صالحة لإنشاء مثله فى وقت إعادته فى محله و ذلك ممتنع؛ لأنه لو جاز أن يصدر عن القدرة
الواحدة أمور متماثلة فى محل واحد؛ لجاز على الذرة حمل الجبال الراسيات، و ذلك بأن
يفعل فى كل جزء من الجبال بعدد أجزائها، أجزاء من الاعتمادات العلوية الموجبة لرفع
الجبل؛ و ذلك محال خارق للعوائد.
و
على هذا: فيمتنع على الله- تعالى- إعادة ما كان من أفعاله مجانسا لفعل العبد كما قاله
الجبائى [1]؛ لأنه إذا امتنع عليه إعادة مثله؛ امتنع عليه إعادته.
و
الجواب
أما
ما ذكروه من دعوى الضرورة فى المغايرة، فإن ادعوا العلم الضرورى بالمغايرة بين الإعادة،
و النشأة الأولى؛ فهو مسلم، و إن ادعوا المغايرة بين المعاد و المنشأ أولا فقد ادعوا
الضرورة فى محل النزاع، و ليس ذلك أولى من دعوى ضرورة الاتحاد [2].
قولهم:
ما المانع أن يكون جائز الوجود لذاته فى النشأة الأولى، ممتنع الوجود فى زمن الإعادة؟.
قلنا:
لأن الإعادة لا معنى لها غير الإحداث، و الاختراع لما كان قد عدم بعد اختراعه، و الإحداث،
و الاختراع الثانى غير مخالف للأول من حيث هو كذلك، و ما وقع به التفاوت بينهما فى
التقدم و التأخر، فغير موجب للاختلاف بين ذاتيهما؛ إذ هو مجرد نسبة و إضافة، و النسب
و الإضافات غير مانعة من التماثل. فلو كان الشيء لذاته مما يمتنع عليه الحدوث و الاختراع
فى حالة من الأحوال بعد عدمه، لامتنع عليه ذلك مطلقا؛ لأنّ حكم الذات لا يختلف. و خرج
عن ما ذكرناه، الأعراض؛ فإن ما قضى بجوازه عليها [لذاتها إنما هو الحدوث و الاختراع.
و ما قضى بامتناعه عليها] [3]. لذاتها إنما هو البقاء، و البقاء مخالف للحدوث، و الاختراع.
[1]
راجع مقالته فيما مر ل 195/ أ. [2]
قارن هذا الرد بما ذكره فى غاية المرام فى علم الكلام ص 281 و ما بعدها. [3]
ساقط من (أ).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 4 صفحه : 255