و
قبل [3] الخوض فى الحجاج لا بد من تخليص محل النزاع فنقول/ المراد بالحادث المتنازع
فيه، الموجود بعد العدم، كان ذاتا قائمة بنفسها: كالجواهر، أو صفة لغيره:
كالأعراض.
و
أما ما لا وجود له: كالعدم، أو الأحوال عند القائلين بها؛ فإنها غير موصوفة بالوجود،
و لا بالعدم: كالعالمية، و القادرية، و المريدية، و نحو ذلك. أو الكسب، و الإضافات؛
فإنها عند المتكلم أمور وهمية لا وجود لها. فما تحقق من ذلك بعد أن لم يكن فيقال له
متجدد، و لا يقال له حادث.
و
عند هذا فنقول:
اتفق
العقلاء من أرباب الملل، و غيرهم على استحالة قيام الحوادث بذات الرب- تعالى- غير المجوس
[4]، و الكرامية، فإنهم اتفقوا: على جواز قيام [5] الحوادث بذات الرب- تعالى [5]-.
غير أن الكرامية لم يجوزوا قيام كل حادث بذات الرب- تعالى-؛ بل قال أكثرهم: هو ما يفتقر
إليه فى الإيجاد، و الخلق.
[1]
فى ب (الحادث). [2]
انظر لمع الأدلة لإمام الحرمين ص 94 و ما بعدها و الإرشاد له أيضا ص 33.
و
من كتب الآمدي غاية المرام ص 186 و ما بعدها.
و
من كتب المتأخرين:
انظر
شرح الطوالع ص 159 و المواقف ص 275 و شرح المقاصد 2/ 52. [3]
نقل ابن تيمية فى كتابه (درء تعارض العقل و النقل 4/ 18- 22) ما ذكره الآمدي من أول
قوله: «و قبل الخوض فى الحجاج ... إلى قوله: فيتجدد له صفة سلب بعد أن لم تكن» ثم علق
عليه و ناقشه فى الصفحات التالية ص 22 و ما بعدها و قد بدأ ابن تيمية النقل بقوله:
«فصل: و نحن نذكر ما ذكره أبو الحسن الآمدي فى هذا الأصل و نتكلم عليه. قال فى كتابه
الكبير المسمى «أبكار الأفكار» المسألة الرابعة من النوع الرابع الّذي سماه إبطال التشبيه
فى بيان امتناع حلول الحوادث بذاته تبارك و تعالى». [4]
المجوس و المجوس ممن لهم شبهة كتاب و قد أثبتوا أصلين. و زعموا أنهما لا يجوز أن يكونا
قديمين أزليين؛ بل أحدهما و هو النور؛ أزلى. أما الظلمة فمحدثة.
و
من فرقهم الرئيسية: الكيومرثية: أصحاب المقدم الأول كيومرث. و الزروانية، و الزردشتية.
(انظر
المغنى 5/ 71- 79 و الملل و النحل 2/ 35- 49. و نشأة الفكر الفلسفى 1/ 239 و ما بعدها). [5]
من أول (قيام الحوادث ...) الموجود بدلها فى نسخة (ب): (ذلك).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 2 صفحه : 20