و
قد اتفق العقلاء على أن الرب- تعالى- ليس بعرض؛ لأنه لو كان عرضا: فإما أن يكون من
جنس الأعراض، أو لا يكون من جنس [2] الأعراض [2].
فإن
كان من جنس الأعراض: فهو ممتنع لأربعة أوجه:
الأول:
أنه لو كان من جنسها؛ لكان ممكنا، أو كانت باقى الأعراض واجبة؛ ضرورة التساوى فى معنى
العرضية؛ و هو محال.
الثانى:
أنه لو كان من جنسها: فإما أن يفتقر إلى محل يقوم به، أو لا يفتقر.
فإن
كان الأول: خرج عن كونه واجب الوجود لذاته؛ لافتقاره إلى ما يقوّمه فى وجوده.
و
إن كان الثانى: لزم منه استغناء باقى الأعراض عن المحل، ضرورة الاتحاد فى معنى العرضية.
الثالث:
أنه لو كان عرضا لاستحال بقاؤه على ما يأتى. و خرج عن كونه واجب الوجود لذاته.
الرابع:
أنه قد ثبت كون الرب- تعالى- متصفا بالصفات النفسانية من العلم، و القدرة، و غير ذلك.
و هذه الصفات معان؛ فلو كان عرضا؛ لكان معنى. و المعنى لا يقوم بالمعنى، على ما يأتى
تحقيقه. هذا إن كان من جنس الأعراض.
و
إن لم يكن من جنسها: فحاصل النزاع راجع إلى اللفظ دون المعنى؛ كما سبق، و لا وجه لإطلاقه
مع عدم ورود الشارع به، و الله أعلم.
[1]
انظر الإرشاد لإمام الحرمين ص 44 و الاقتصاد فى الاعتقاد للغزالى ص 21 و غاية المراد
للآمدى ص 186. و من كتب المتأخرين المتأثرين بالآمدي:
انظر
شرح الطوالع ص 162 و المواقف للإيجي ص 273 و شرح المقاصد 2/ 48.
و
من كتب المعتزلة: انظر شرح الأصول الخمسة ص 230 و ما بعدها. [2]
فى ب (جنسها).
نام کتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين نویسنده : الآمدي، سيف الدين جلد : 2 صفحه : 19