ولكنّها ضعيفة السند بإبراهيم بن إسحاق الأحمر، لأنه ممن ضعّفه الشيخ{1}و النجاشي{2}(قدس سرهما)كما أنها ضعيفة الدلالة على المدعى، حيث إن ظاهرها الحرمة، لأن معنى قوله تعالى { فَمَنْ كََانَ يَرْجُوا } ...أنه
من كان يؤمن باللََّه واليوم الآخر ومن الظاهر أن ارتكاب أمر مكروه عند
اللََّه سبحانه لا يستلزم انتفاء الايمان باللََّه سبحانه واليوم الآخر،
فلا يتحقق هذا إلّا في ارتكاب المحرمات.
أضف إلى ذلك قوله(عليه السلام)«أُوزر أنا» فان الوزر بمعنى العقاب وهو مختص بالحرام.
و في الرواية مناقشة أُخرى، وهي أن ظاهر الآية المباركة التي استشهد بها
الامام(عليه السلام)عدم جواز الإشراك في العبودية، وأن من آمن باللََّه
واليوم الآخر لا يسوغ له أن يعبد غير اللََّه سبحانه، بل لا مناص من حصر
المعبودية به جلّت عظمته كما اشتمل عليه غيره من الآيات أيضاً كقوله عزّ من
قائل { وَ مََا أُمِرُوا إِلاََّ لِيَعْبُدُوا اَللََّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ } {3}و قوله { إِيََّاكَ نَعْبُدُ } {4}و لا يستفاد منها عدم جواز الإتيان بعبادة اللََّه تعالى من دون إشراك مع الاستعانة بالغير في مقدّمات العمل.
و على الجملة: إن ظاهر الآية عدم جواز الإشراك في المعبود دون الإشراك في العمل.
إذن لا مناص من طرح الرواية أو حملها على إرادة التشريك في نفس العمل، كما
إذا وضّأه غيره كما كان هو المرسوم عند السلاطين والجبابرة العظماء حيث
كانوا يوضئوهم الخدم والعبيد ولم يكونوا يتصدّون لتلك الأُمور بالمباشرة،
وقد أُشير إلى ذلك في بعض الروايات الآتية{5}أيضاً فلاحظ.