نعم، لو كان لهاشم ولد غير عبد المطّلب لأمكن أن يكون من قبيل عطف الخاصّ على العامّ و يكون ذكره من باب الاهتمام، لكنّك عرفت انحصار ولده فيه، و ظاهره أنّه من عطف المباين على مثله.
فالصحيح أن يقال: إنّ الرواية شاذّة نادرة و مخالفة للروايات المشهورة الدالّة على اختصاص التحريم بما عُبّر عنه تارةً ببني هاشم و أُخرى ببني عبد المطّلب و النتيجة واحدة كما عرفت و حيث لا تنهض للمقاومة معها فلا بدّ من طرحها و ردّ علمها إلى أهله.
على أنّ هذا البحث قليل الجدوى، لانقراض من ينسب إلى المطّلب أخي هاشم في العصر الحاضر، بل الكلّ هاشميّون و أكثرهم علويّون، و لعلّ فيهم من العبّاسيّين و لا وجود لغيرهما.
الأمر الثاني: المعروف بل المتسالم عليه بينهم أنّ المناط في صدق عنوان الهاشمي هو الانتساب إلى هاشم من ناحية الأب دون الأُم، فإنّ سبط الرجل و إن كان ولده لغةً و ربّما يرثه شرعاً إلّا أنّ العبرة في النسبة إلى الطوائف و القبائل بحسب الصدق العرفي هو ملاحظة الآباء فيقال: بني تميم، بني كعب، بني مضر، أو تميمي أو كعبي أو خزرجي، لأولاد هؤلاء المنسوبين إليهم من ناحية الآباء فقط.
و ربّما يشير إليه قوله تعالى ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ إلخ {1}.
و يؤيّده ما رواه الكليني عن العبد الصالح (عليه السلام) في حديث طويل-: «قال: و من كانت امّه من بني هاشم و أبوه من سائر قريش فإنّ الصدقات تحلّ له، و ليس له من الخمس شيء، فإنّ اللَّه يقول ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ» {2}، فإنّها