(1423)مسألة 10: العجب المتأخر لا يكون مبطلاً، بخلاف المقارن فإنّه مبطل على الأحوط، وإن كان الأقوى خلافه(1).
_______________________________
هذا، ثم قال(عليه السلام): إنّ قوماً كانوا يصبحون فيقولون صلّينا البارحة
وصمنا أمس، فقال علي(عليه السلام): ولكنّي أنام الليل والنهار ولو أجد
بينهما شيئاً لنمته»{1}.
فإنّها ظاهرة في عدم محبوبيّة الإفشاء والإشاعة، بل المحبوب كتمان العبادات
عن الناس. (1)لا شبهة في قبح صفة العجب تكويناً، بل كشفها عن خفّة عقل
صاحبها ضرورة أنّ العاقل الكيِّس، متى لاحظ وفور نعم البارئ تعالى البالغة
من الكثرة حدّا لا تحصى، ومن أبرزها نعمة الوجود، ثم النعم الظاهرية
والباطنية يرى نفسه عاجزاً عن أداء شكر واحدة منها، كيف وهو ممكن لا يزال
يستمد القوى من بارئه ولا يستغني عنه طرفة عين، بل يفتقر إليه في جميع
حالاته حتى حالة التصدي للشكر، فيحتاج إلى شكر آخر فيتسلسل.
و منه تعرف أنّه لو استغرق في العبادة طيلة حياته واستوعبت ليله ونهاره لم
يكن يقابل نعمة من نعمه الجزيلة، فكيف وهو لا يتشاغل بها إلّا في بضع
ساعات، فإعجابه بعبادته الضئيلة التي استمدت مبادئها منه تعالى، والحقيرة
تجاه تلكم النعم العظيمة، وهو بهذه المثابة من العجز بحيث لا يستطيع من
أداء شكر نعمة الوجود فقط، فضلاً عن سائر النعم في غاية القبح والوهن، بل
لا يكاد يجتمع مع سلامة العقل إلّا إذا فرض محالاً أنّه واجب وجود ثان،
فلعلّ مثله يتمكّن من أداء شكره، لعدم انتساب وجوده إليه تعالى.