٥) المجتهد والكاتب المعروف المجاهد الشيخ محمّد جواد البلاغي (ت١٣٥٢ه)، وكانت معارضته فعليّة، فلم يُسمع منه أيّ كلامٍ ضدّ السيّد الأمين، بل كان هذا الشيخ الجليل على ضعفه وكبر سنّة يخرج أمام مواكب العزاء يضرب على صدره ورأسه وقد حلّ أزراره وطيّن جبهته. وكان له مجلس عزاء كبير جدّاً يُقيمه في كربلاء المقدّسة يوم عاشوراء، لازال الناس يتحدّثون عنه[2].
قال معاصره المؤرّخ الشيخ جعفر محبوبة (ت١٣٧٧ه):
«وكم له أمام المناوئين للحسين عليهالسلام من مواقف مشهودة، ولولاه لأمات المعاندون الشعائر الحسينيّة والمجالس العزائيّة، ولكنّه تمسّك بها والتزم بشعائرها وقام بها خير قيام»[3].
وقال الشيخ محمّد هادي الأميني (ت١٤٢١ه)، بعد أن حكى قول الشيخ جعفر محبوبة السابق: «فحين أفتى بعض العلويّين في الشام - وتبعه علويّ آخر في البصرة - بحرمة الشعائر الحسينيّة، وزمّر وطبّل على هذه الفتوى كثير من المغرضين المعاندين، شُوهد هذا الشيخ الكبير على ضعفه وعجزه أمام الحشد المتجمهر للعزاء يمشي وهو يضرب على صدره وقد حلّ أزراره وخلفه اللطم والأعلام، وأمامه الضرب بالطبل. ومن آثاره إقامة المآتم في يوم عاشوراء في كربلاء، فهو أوّل من أقامه هناك، وعنه أُخذ حتّى توسّع فيه ووصل إلى حدّه اليوم»[4].
[1] رسالة ثورة التنزيه المطبوعة ضمن هذه المجموعة ٣: ٤٣٧.