responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زيارة عاشوراء تحفة من السماء (بحوث الشيخ مسلم الداوري) نویسنده : الحسيني، عباس    جلد : 1  صفحه : 224
فإذا ذكرت الأمّ طفلها الرضيع ــ مثلاً ــ اشتدّ حنينها، ودرّ ثديها، وأخذت تطلب رضيعها؛ لإفراغ هذا الحنان، ووضعه في موضعه.

وإذا مات للإنسان عزيز هاج به الحزن، وسالت منه الدموع، وظلّ يبحث عمّا يساعده في إفراغ ما يجده في نفسه، ولذلك يسعى لعقد مجلس يذكر فيه فقيده، ويركّز فيه على ما يستدعي درّ الدموع وهيجان الحزن.

وهذه الغريزة تتفاوت شدّة وضعفاً بحسب العلاقة مع الفقيد، فلو كان الفقيد ممّن له الفضل في سعادة الإنسان في دنياه لكان حزنه عليه أشدّ، ولو كان ممّن له الفضل في سعادته في دينه ودنياه لكان أشدّ وأشدّ.

وأمّا لو كان السبب في أصل وجوده، بل ووجود غيره من المخلوقات، وقد مات بمصيبة كمصيبة الإمام الحسين عليه السّلام، لكان من حقّ النفوس أن تخرج عن الأبدان عند ذكره وذكر مصيبته.

نعم، إنّ المأتم الّذي ينصبه الشيعة هو على خامس الأنوار الّتي خلقها الله تعالى قبل خلق جميع الخلائق[1]، وكانت هي الواسطة في إفاضة الوجود[2].


[1] علل الشرائع ١: ٥، باب ٧، الحديث ١، والمصدر نفسه: ٢٠٨، باب ١٥٦، الحديث ١١، وكمال الدين ١: ٢٥٤، باب ٢٣، الحديث ٤، والمصدر نفسه: ٣٣٥، باب ٣٣، الحديث ٧.

[2] عيون أخبار الرّضا ١: ٢٣٧، باب ٢٦، الحديث ٢٢، والمصدر نفسه: ٢٧٤، باب ٢٨، الحديث ٦٧، وبحار الأنوار ١٥: ٢٦، والمصدر نفسه ٥٤: ١٩٨، والمستدرك على الصحيحين ٢: ٦١٥، وذخائر العقبى ٢: ١٥٢، والخصائص الكبرى ١: ١٤.

نام کتاب : زيارة عاشوراء تحفة من السماء (بحوث الشيخ مسلم الداوري) نویسنده : الحسيني، عباس    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست