ثمّ إنّ لعمر خطأً آخر ، وهو أنّه لم يُهرق الخمر وترك الرجل على حال لا تؤمَن منه المعصية ، بل على حال المعصية إن كانت المرأة أجنبيّة !
وأيضاً : إن كان موجب الحدّ والتعزير والنهي صادراً ، لم يجز له العفو ، وإلاّ فلا محلّ له !
هـذا ، ويظهر من أخبارهم أنّ لعمر قصّة أُخرى تجسّـس بها ، رواها ابن الأثير في " الكامل "[4] ، قال : " إنّ عمر وعبـد الرحمن بن عوف أتيا السوق ، فقعدا على نشز[5] من الأرض يتحدّثان ، فرُفع لهما مصباح ، فقال عمر : ألم أنْـهَ عن المصابيح بعـد النوم ؟ !
فانطلقا فإذا قوم على شراب لهم ، قال : انطلق فقد عرفـتُه ; فلمّا
[3] ص 96 من المجلّد الثالث [1 / 182] . منـه (قدس سره) .
[4] ص 28 من الجزء الثالث [2 / 452 ـ 453 حوادث سـنة 23 هـ] . منـه (قدس سره) .
[5] الـنَّـشْـزُ والـنَّـشَـزُ : المكان أو الـمَـتْن المرتفع من الأرض ، وما ارتفع عن الوادي إلى الأرض ; انظر مادّة " نشز " في : لسان العرب 14 / 143 ، تاج العروس 8 / 159 .