responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل الصدق لنهج الحق نویسنده : المظفر، الشيخ محمد حسن    جلد : 7  صفحه : 173

وحينئذ ; فالمراد بما أخذوه في قوله تعالى : ‌{‌ لمسّكم فيما أخذتُم عذاب ‌عظيم}[1] ، هو اتّخاذهم للأسرى بدون إذن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ; طلباً ‌لعـرض الدنيا .‌

وبالجملة : لا بأس على رسول الله في أصل الأسر ; لأنّه من دون ‌إذنه ، ولا في أخذ الفداء ; لأنّـه برخصة الله تعالى .‌

فما زعمه الفضل من نزول الآية توبيخاً للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ‌ظلمٌ له ، وكذبٌ على الله عزّ وجلّ .‌

ولعلّ سـببه ما قاله لهم عمر مِن موافقة الله له ، ومخالفته للنبيّ (صلى الله ‌عليه وآله وسلم)في أمر الأسرى .‌

ويكـذِّبُه ـ بعد امتناع أن يسـتبيحَ النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أمراً ويقولَ ‌من غير وحي ـ ما رواه الطبري في " تاريخـه "[2] ، عن محمّـد بن إسحاق ، ‌قال : " لمّـا نزلت هـذه الآيـة ‌{‌ مـا كان لنبـيّ أن يكون له أسـرى}‌ ، قـال ‌رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لو نزل عذاب من السماء لم ينجُ إلاّ سعد ‌بن معاذ ; لقوله : يا نبيّ الله ! كان الإثخانُ في القتل أحبَّ إليَّ من اسـتبقاء ‌الرجال " .‌

وهو قد قال ذلك ـ كما في رواية الطبري[3] ـ لمّا رأى المسلمين يأسرون ‌المشركين ، وهو على باب العريـش .‌

وإنّمـا جعلنـاه مكـذّباً لدعـوى عمر ; لأنّـه لو كان مـمّن يريد قتـلهم ـ كما ‌زعمه ـ لاسـتُـثني مع سعد في رواية ابن إسـحاق .‌


[1] سـورة الأنفال 8 : 68 .‌

[2] ص 296 ج 2 ‌[2 / 47 حوادث سـنة 2 هـ]‌ . منـه (قدس سره) .‌

[3] ص 281 ج 2 ‌[2 / 34 حوادث سـنة 2 هـ]‌ . منـه (قدس سره) .‌

وانظر : السـيرة النبويّـة ـ لابن هشام ـ 3 / 176 .‌

نام کتاب : دلائل الصدق لنهج الحق نویسنده : المظفر، الشيخ محمد حسن    جلد : 7  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست