فإنّ الإيمانَ مطلقاً ـ أو بعد البلوغ ـ شرطُ النبـوّة ، وعمر قضى أكـثر عمره في الكـفر ! !
وكيف تُـقبل دعوى فرار الشيطان منه ، ولم يفـرّ ـ بزعمهـم ـ من النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى ألقى على لسانه كلمة الكفر ، ولا عن آدم وغيره من الأنبـياء[1] ؟ !
وهو ـ أيضاً ـ قد اسـتزلّه الشيطان وأشـباهه يوم أُحد ، ففـرّوا عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كما قال تعالى : { إنّ الّذين تولّوا منكم يوم التقى الجمعان إنّما اسـتزلَّـهُم الشـيطان}[2][3] .
وقد قال أبو بكر : " إنّ لي شيطاناً يعتريني "[4] ، وهو عندهم خيرٌ من عمر ، ورَوَوْا : " إنّ لكلّ إنسان شـيطاناً "[5] .
وليت شـعري ، ما الذي يخافـه الشـيطان من عمر حـتّى يفـرّ منه ، ولا يسلك فجّـه ولا سلطانَ له عليه ؟ !
ومن المضحك أن يجعل هذا الخبر من الإلزاميات العجيبة لنا ، مع ما عرفت من حاله ، وأنّـه من أخبارهم .
وأظرف منه اسـتـشهاده به ; لكون المنافقين وأهل الفساد يخافون من عمر ، فإنّه لم يظهر من النسوة شيء من النفاق والفساد ، وإلاّ فكيف سكت
[1] راجع مبحث عصمة الأنبـياء (عليهم السلام) في : ج 4 / 17 وما بعـدها ، من هذا الكـتاب .