وأمّا قوله : " كان وزيراً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لا يصدر عن أمر إلاّ برأيه ومشاورته " ; فقد سـبق مثله في حقّ أبي بكر ، وعرفت الكلام فيه[3] .
وأمّـا قولـه : " كان ينطـق السكينة على لسـانه ، كما روي في الصحاح . . . " إلى آخره . .
فـفيه : إنّ هذا ـ وسائر ما يذكره من أخبارهم ـ إن أراد به البيان لأصحابه ، فهم في غنىً عنه ; لعلمهم بها .
وإنْ أراد به الاسـتدلال علينا ، فهو خطـأ ; لأنّـا نعتـقد كـذبها ; إذ هي ـ مع ما عرفت من حال رواتها ـ قد قامت الضرورة والأدلّة الواضحة على كـذبها ; إذ كيف تصحّ دعوى نطق السكينة ووضع الحقّ على لسان عمر وقلبه ، وقد شكّ يوم الحديبية[4] ، وأنكر على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بما أنكر[5] ، ونسـب إليه الهجر[6] ، فسـبّبَ كلّ ضلال وقع ويقع إلى يوم القيامة ؟ !
وكيف تُحتمل الصحّة في ما رووه : " لو كان بعدي نبيّ لكان عمر " ؟ !
[1] الـقَباء : ضربٌ من الثياب ، سُمّي بذلك لاجتماع أطرافه ، والجمع : أَقْبِيَة ; انظر : تاج العروس 20 / 63 مادّة " قبو " .