كان رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعث جيش أُسامة ; طلباً لقصاص زيد ; وليبلغ خبر قـوّة الإسلام إلى ملوك الشام فلا يقصدوا المدينة بعـد وفاته ، ولهذا كان يبالغ في بعث جيـش أُسامة .
وأمّا قوله : " لعن الله من تخلّف عن جيش أُسامة " ، فهذا من ملحقـات الروافض .
فلمّا بلغ أمر الخلافة إلى أبي بكر لم يكن ملائماً لأمر الإسلام أن يذهب الخليفة بنفسه ، سـيّما وقد ارتدّ جميع العرب ، فأنفذ أبو بكر جيش أُسامة ; امتثالا لأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو بنفسه قام لتجهيز باقي الجيوش وقتال أهل الردّة وحفظ الحوزة ، ومع ذلك اسـتأذن من أُسامة ـ وهو الأمير ـ في التخلّف ، فأذن له .
فيا معشر المسلمين ! من كان يعلم هذه الأحوال هل يجعل تخلّف الخليفة القائم بتعبئة الجيوش وجرّ العساكر وإقامة وظائف الدين ، طعناً فيه ؟ !
هذا ، وقد صحّ أنّ أبا بكر لم يكن في جيـش أُسامة ، وقد قال الجزري : " من ادّعى أنّ أبا بكر كان في جيش أُسامة فقد أخطأ ; لأنّ النبيّ بعدما أنفذ جيـش أُسامة قال : ( مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس ) ، ولو كان مأموراً بالرواح مع أُسامة لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمره بالصلاة بالأُمّة " .
[1] إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن " إحقاق الحقّ " ـ : 486 الطبعة الحجرية .