وما حكاه في " كنز العمّـال "[1] ، عن البيهقي ، إلاّ أنّ عمر قال فيه : " نفرض بالمعروف " ولم يُعـيّن من فرض له .
ثمّ قال الراوي : " فأنفق في سـنتين وبعض أُخرى ثمانية آلاف درهـم " .
ولم أجد في شيء من أخبارهم أنّ أمير المؤمنين وأكابر الصحابة عـيّنوا لأبي بكر ما ينفقه في عياله .
وأين أمير المؤمنين عنه حتّى يهتمّ لنفقته وهو مشغول بجهاز النبيّ وفقده ، وباتّفاق القوم على غصبه ؟ !
ليت شعري ، ما لأبي بكر أصبح مهتمّاً لأمر الدنيا ـ والنبيّ لم يُقبر ـ وهو عندهم موسِر ، حتّى أوصى بردّ جميع ما أخذه من بيت المال ; وهو ثمانية آلاف أو نحوها أو ما يزيد على اثني عشر ألفاً[2] ؟ !
ولم أجد في أخبارهم أنّ فرضَ أبي بكر كان ألفَي درهم فقط ، بل في بعض أخبارهم أنّهم جعلوا له ألفين ، فقال : " زيدوني ! فإنّ لي عيالا وقد شغلتموني عن التجارة ; فزادوه خمسـمئـة " .
كما نقله في " الصواعق " في المقام المذكور[3] ، وفي " كنز العمّال "[4] ; كلاهما عن ابن سعد ، عن ميمون بن مهران[5] .