وقد ظنّ هذا الشاعر أنّ هذا من شجاعة عمر ، وهو خطأٌ ، أَوَلَمْ يعلم أنّه لم تثبت لعمر قدمٌ في المقامات المشهورة ، ولم تمتدَّ له يدٌ في حروب النبيّ الكثيرة ؟ ! فما ذلك إلاّ لأمانهِ من عليّ (عليه السلام) بوصيّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) له بالصبر ، ولو هَمّ به لهام على وجهه واختطفه بأضعف ريشة .
وأمّا قول الخصم : " فإنّ أصحاب الصحاح اتّفقوا على أنّه لمّا وليَ الخلافة . . . " إلى آخره . .
فالظاهـر كـذبه ; إذ لم أجـده في ما اطّـلعت عليـه من صحاحهـم ، ولا نقله عنها ناقل !
بل المنقول عنها خلافُـه . .
فإنّ ابن حجر في " الصواعق " ، في آخر كلامه بخلافة أبي بكر نقل عن البخاري ، عن عائشة ، قالت : لمّا استُخلف أبو بكر قال : لقد علم قومي أنّ حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنـة أهلي ، وشُغِلتُ بأمر المسلمين ، فسـيأكل آل أبي بكر من هذا المال ، ويحترف للمسلمين فيه[4] .