" الولاية "[1] ، وإلاّ فلا أعرف للرجل عُلقة بالتشـيّع ; واسمه : محمّـد بن جرير بن يزيد ، وهو صاحب التاريخ والتفسير المشهورَين ، وتاريخه مطبوع بمصر ، وذكر فيه الحديث الذي نقله المصنّف عنه[2] ، قال : " حدّثنا ابن حميد ، قال : حدّثنا جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب ، قال : أتى عمرُ بن الخطّاب منزلَ عليّ وفيه طلحة والزبير ، ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأُحرقنّ عليكم ، أو لتخرجُنّ إلى البيعة .
فخرج عليه الزبير مُصْلِتـاً بالسـيف ، فعثر فسقط السـيف من يده ، فوثبوا عليه فأخذوه " .
كما إنّ ما نقله المصنّف (رحمه الله) عن ابن عبـد ربّه موجود في كتابه[3] .
وأمّـا ما ذكره من الوجوه فغير تامّـة . .
أمّـا السـتّة الأُوَل ; فلأنّها مبنيّة على وقوع الإحراق ، وقد ذكرنا أنّ المرويَّ هو قصد الإحراق ، ولعلّ عمر إذا بلغ الأمر إلى الإحراق لم يفعل ; لجواز أن يكون قاصداً للتهديد فقط .
على أنّ إحراق بيت فاطمة (عليها السلام) لا يسـتلزم إحراق غيره ; لوجود الآجر والطين فيمكن الإطفاء قبل السراية .
ومن عرف سـيرة عمر وغلظتـه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قـولا وفعـلا ،
[1] ويؤيّـد ذلك ما قاله ابن حجر في لسان الميزان 5 / 100 رقم 344 ، قال : " إنّما نُبز بالتشـيّع ; لأنّـه صحّـح حديث غـدير خُـمّ " .
[2] ص 198 من الجزء الثالث [2 / 233] . منـه (قدس سره) .
وراجـع الصفحـة 132 ، من هذا الجـزء .
[3] العقد الفريد ، ص 63 من الجزء الثالث ، طبع مصر سنة 1331 هجرية ، والمجـزّأ أربعـة أجـزاء [3 / 273] . منـه (قدس سره) .