وكيف يُعدّ الطبري من الشيعة وهو من أعلام علماء السُـنّة ، حتّى عدّه النووي في " تهذيب الأسماء " بطبقة الترمذي والنسائي ، وأثنى عليه ، كما نقله السـيّد السـعيد عنه[1] ؟ !
وقال ابن خلّكان بترجمته من " وفيات الأعيان " : " كان إماماً في فنون كثيرة ، وكان من المجتهدين ، لم يقلّد أحداً ، وكان ثقة في نقله ، وتاريخه أصحُّ التواريخ وأثبتها "[2] . انتهى ملخّصاً .
وقال الذهبيّ في ترجمته من " ميزان الاعتدال " : " ثقة صادق . . . من كبار أئمّـة الإسلام المعتمدين " .
لكن قال الذهبيّ : " فيه تشـيّع [يسـير] وموالاة لا تضـرّ "[3] .
ولعلّ سـببه جمعه لطرق حديث الغـدير في كتاب سمّاه
ونـقـول ـ إضافة لِما أفاده الشيخ المظفّر (قدس سره) ـ : إنّ علماء بغـداد لم يهجروا الطبريَّ لغلـوّه في الرفض أو التشـيّع أو التعصّب ; بل هجروه لعدم عدِّه أحمدَ بن حنبل من الفقهاء ، ولخلافِه مع أصحـاب الحديث في مسائل عقائدية وفقهية ، منها : مسألة اللفظ ، والجلوس على العرش ، وأنّـه كان يجيز المسح على الرجلين في الوضوء .
وأمّا اشـتهاره بالتشـيّع ، فلم يُعرف بها ، إلاّ أنّ كلَّ مَن دوّن فضيلة أو سـجّل منقبة لأهل البيت (عليهم السلام) كان يُتّهم بالتشـيّع ، ويقولون عنه : إنّـه تشـيّع .
راجع : تاريخ بغداد 2 / 164 رقم 589 ، المنتظم 8 / 41 ، معجم الأُدباء 5 / 242 و 253 رقم 830 ، طبقات الفقهاء الشافعيـة ـ لابن الصـلاح ـ 1 / 109 رقم 12 ، سـير أعلام النبلاء 14 / 277 رقم 175 ، طبقات الفقهاء الشافعيّين ـ لابن كثير ـ 1 / 226 رقم 23 ، البداية والنهاية 11 / 124 ـ 125 حوادث سـنة 311 هـ .