responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 72

من الشريعة، كما في قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[1]، فمن أحبّه الله ورسوله فهو المهتدي والمتبع للنبي (صلى الله عليه وآله)، ومن أحبّ أهل البيت(عليهم السلام) أحبّه الله ورسوله، وعليه فمن يحبّ أهل البيت(عليهم السلام) يكون هو المهتدي، والهداية هي الغاية من الرسالة، وهي التي تصلح أن تكون أجراً لها.

معطيات الآية ودلالاتها

إنّ الآية في ظاهرها تريد المودة، وهي الثبوت على المحبّة، فإنّ مَن ثبت على المحبّة استصحب المودة في كل حال، وعند التأمّل المنصف المتأنّي نجد أنّها لا تقف عند حدّ المودة والحبّ، بل تتعداه لتجعل من هذه المودّة طريقاً إلى اتّباع نهج المودود، وهذا ما نستشعره من جهات ثلاث:

الاُولى: من الواضح أن المودة وضعت هي والرسالة على كفتي ميزان، حيث جُعلت أجراً لها، وهو أمرٌ عظيم لا نراه بحكم الوجدان يتوقف على إرادة المحبّة وحدها، وإن كانت مطلوبة لذاتها، فالمحبّة المجردة لا تكون عدلاً لتبليغ الرسالة إلاّ إذا كانت كاشفةً عن سبيل قويم إلى مرضاة الله تعالى، تتجسّد فيه كل أهداف وغايات الدعوة.

الثانية: إنّ طلب المحبّة المجرّدة لا يكشف عن حالة من الاندكاك والذوبان الكامل في الله تعالى الذي يناسب مقام الرسول (صلى الله عليه وآله)؛ لأنّه قد يلوح منها جانب ذاتي، أما إذا قلنا بأن المراد من طلب المحبّة هو طريق للاقتداء بسلوك المحبوب الذي من خلاله نضع أقدامنا على الصراط المستقيم، فإن ذلك يشكل جزءاً من الدعوة، عندها نكون قد ارتفعنا بطلب المودّة إلى مستوى من الهدفية والحكمة بما ينسجم وروح وغاية رسالة السماء.


[1] سورة آل عمران / الآية 31.

نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست