نام کتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية نویسنده : المدني، محمد هاشم جلد : 1 صفحه : 71
وفي لفظ آخر أخرجه الترمذي وحسّنه، عن أسامة بن زيد ـ وكان الحسن والحسين على وركي النبيّ (صلى الله عليه وآله) مشتملاً عليهما ـ أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ( هذان ابناي وابنا بنتي، اللهم إنّي أحبّهما فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما ) [1].
وفي لفظ آخر أخرج البزار بسنده إلى عبد الله بن مسعود، قال: إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال للحسن والحسين : ( اللهم إنّي أحبّهما فأحبّهما، ومن أحبّهما فقد أحبّني )[2]. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"، وقال: رواه البزار وأسناده جيد[3].
أقول: نكتفي بهذا القدر من الروايات، فإنّ استقصاءها يضيق به المقام، والمتأمل يجد فيها دلالات عميقة وواسعة في الدعوة لمودّة أهل البيت(عليهم السلام) ومحبتهم، ويظهر ذلك من حالة الربط بيّن حبّهم وحبّ الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، فإنّ الروايات تصرّح بأنّ حبّهم حبّ لله ورسوله، وبغضهم بغض لله ورسوله، وأن من أحبّهم أحبّه الله ورسوله، ومن أبغضهم أبغضه الله ورسوله، وأنّ حبّهم يجسد الإيمان حيث لا يحبّهم إلاّ مؤمن، وبغضهم يجسد الضلال حيث لا يبغضهم إلاّ منافق، وغيرها من الدلالات الكثيرة التي لا يسع المقام لاستقصائها.
ويجد المتدبر في مجموع هذه الدلالات أنّها المصداق الحقيقي للمودة التي أرادها الله تعالى أن تكون أجراً للرسالة التي جاء بها النبيّ لما تحمله تلك الدلالات من معانٍ عظيمة تتناسب ومقاصد الشريعة وأهدافها، فإنّ المودة التي يتبعها حبّ لله ولرسوله وحبّ من الله ورسوله لجديرة بأن تكون هي الأجر على الرسالة والغاية