responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 200

صرّح(صلى الله عليه وآله) بذلك، فإنّنا نجده يقبل تماماً، بل ولا يصف قائله أو كاتبه بالهجر، لا إخباراً ولا إنشاءً ـــ كما تفنن دعاة التأويل في الحادثة السابقة ـــ، وأيضاً لا الاتهام بغلبة الوجع، بل ولا بأيّ شيء آخر، وإنّما نجده يسكت سكوتاً مطبقاً مع التسليم التام والانقياد الكامل، وذلك عندما أملى أبو بكر على عثمان بن عفان وهو في حالة الإغماء وعدم الوعي(!!) بأن يكون الخليفة من بعده عمر بن الخطاب!! فتأمل ذلك عزيزي القارئ، ومن حقّك أن تعجب.. ولِمَ لا تعجب وأنت ترى مثل هذا التباين والتناقض الظاهر في المواقف؟!

وإليك الحادثة برواية الطبري: ((دعا أبو بكر عثمان خالياً فقال له: اكتب، بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين: أمّا بعد...، قال: ثمّ أُغمي عليه فذهب عنه, فكتب عثمان: أمّا بعد: فإنّي قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً منه, ثمّ أفاق أبو بكر فقال: اقرأ عليّ فقرأ عليه فكبّر أبو بكر وقال: أراك خفت أن يختلف الناس إن افتلتت نفسي في غشيتي! قال: نعم! قال: جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله. وأقرّها أبو بكر رضي الله تعالى عنه من هذا الموضع))[1].

فهذا الكتاب تقبّله عمر قبولاً تاماً ولم يخالفه أو يعترض عليه بشيء، ولم ينسب إلى قائله ـــ وهو في حالة الإغماء ـــ , أو إلى كاتبه ـــ وقد أملى بغير إرادة القائل المغمى عليه ـــ أيّ شيء من حالات الهجر والهذيان أو غلبة الوجع، بل كان ذلك كلّه ـــ برأيه كما سنقرأ ـــ حقّاً, وخيراً وفيراً أفاضه الله على المسلمين ببركة هذا الكتاب، فانظر إلى سعي عمر على حمل الناس على إطاعة ما أملاه (الخليفة) وهو في حالة الإغماء.. روى الطبري عن إسماعيل بن قيس، قال: ((رأيت عمر بن الخطاب وهو


[1] تاريخ الطبري 2: 618، تاريخ مدينة دمشق 3: 411، الطبقات الكبرى 3: 200، الثقات 2: 192.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست